تبين لإسرائيل التي تريد أن  تحوّل نفسها لدولة يهودية عنصرية صافية زيف أحلامها التي حاولت فيها ليس تزوير التاريخ فحسب،  بل أيضا  تزوير الواقع والحقائق .  راهنت الصهيونية  على الجيل الجديد من الفلسطينيين بأنه سينسى مع الزمن وطنهم فلسطين التي طردوا منها منذ عام،  و1948 . تأكد لاسرائيل  أن هذا الرهان  فاشل  وخاصة،    بعد فشل  المفاوضات في حل عادل  للقضية الفلسطينية بعد مدة تزيد على العشرين سنة. ولعل “ يقظة “ الشباب الفلسطيني مؤخرا وبشكل ملحوظ،    من” التذكير العملي”  بالقرى المهجرة في قضاء القدس يؤكد لإسرائيل والعالم  غرور وخطأ استراجياتها  إسرائيل، عندما قالـت “ الكبار سيموتون والصغار سينسون “ .!    “ على درب العودة “  مشروع شبابي انطلق في الذكرى السادسة والستين من عمر النكبة بمبادرة من تجمع ( عائدون لقرى  القدس المهجرة،  وأبناء جمعية لفتا المقدسية بالشراكة مع جمعية قالونيا الخيرية وجمعية شباب من أجل القدس .) . ومن القرى التي يتضمنها المشروع،    قرى قالونيا، عين كارم،  بيت محسير،  وساريس وغيرها .كانت  “جمعية لفتا المقدسية “ قد أحتفلت بذكرى يوم الأرض،  ودعت أهالي لفتا أينما كانوا  لزيارة لفتا  وكأنهم يدعونهم” للعودة لبيوتهم بشكل دائم “ . حملوا معهم المعاول ولبسوا الكوفية والقمصان التي تحمل إسم لفتا . تنادى الكبير والصغير وحتى “ المقمط بالسرير”  وحلوا ضيوفا على الأجداد . زاروا ما تبقى من  القرية المهجرة – لفتا التحتا -، نظفوا المقبرة  وصلوا صلاة الجمعة وازالوا  الأشواك وأكلوا من صبر الاجداد الناضج ورقصوا وغنوا في ساحة العين وبشروا الراحلين أنهم عائدون يوما …فرحوا أن لفتا لم تمت إذ ظلت الجذور قوية في الحجر والشجر .


مبادرة التجمع الشبابي،  وضعت برنامجا لزيارة القرى المهجرة لتوعية الجيل الجديد وتعريفهم بحقهم بالعودة لأرضهم . وهاهم،  يصلّون كل يوم جمعة في إحدى القرى،  ومنها من أزيلت بالكامل،  ومنهما بقي فيها بعض المعالم،  ومنها من ظلت قبورهم شاهد على حياتهم .يختتم المشاركون في  “المشروع الوطني “  نشاطاتهم يوم الجمعة بتاريخ 16 من هذا الشهر بزيارة قرية لفتا التي بدأوا  العمل منها . ولعل التوقيت في إنهاء الفعاليات هو  لكي  تسمح للجميع الانخراط في نشاطات أخرى ستقوم في أنحاء الاراضي الفلسطينية تحت الاحتلال . فغدا  15 أيار الأشهر في التاريخ،  وهو ذكرى النكبة الفلسطينية،  وسرقة الارض،  واقامة دولة اسرائيل العنصرية على أنقاض القرى والمدن الفلسطينية بعد مذابح متواصلة بدأتها بمذبحة دير ياسين .


ليست شهادات من رحلوا هي الأبرز في مثل هذه النشاطات،  بل حيوية الفاعلين “الصغار “ الذين يذكّرون بعضهم البعض  كما يذكّرون إسرائيل ويهود العالم  الصهاينة  والعالم،  أن جذور أهل القرى التي يزيلون الشوك عن قبور أجدادهم،  هي كنعانية عربية  بامتياز، كما  يدل التراث وما تبقى من العمران، والآثار المادية التاريخية في كل مكان .


الشعب الفلسطيني مشرد ومعذب،  ولكنه السعيد الصامد  بابقاء روحه عالية  تؤمن بالعودة.  ولعل هذه التجمعات الشبابية  تحفز صانعي القرار من الفلسطينيين والعرب،  كما المجتمع الدولي الذي يكثر  من اتخاذ القرارات التي لا تنفذها إسرائيل، أن لا يخيبوا أحلام الشعب الفلسطيني الذي يبحث عن الهوية والوسائل للحفاظ عليها . وبنشاطاته هذه يعبر عن  رفض “يهودية الدولة “ التي لن يكتب لها النجاح أولا؛  لأن إسرائيل غير شرعية وثانيا،  لأن الصغار اتفقوا أن لا ينسوا سواء أكانوا مع الزائرين للقرى أم أؤلئك الايطال  الصغار الذين كبروا في السجون !. إليهم جميعا نوجه التحية والاجلال .!!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment