سعدت بسماع د. عدنان بدران , يقدم ورقة علمية في « المؤتمر العربي الرابع للعلوم الاجتماعية «: ( الاقتصاد والتعليم والتنمية )الذي عقد في جامعة البتراء( 26-27)اكتوبر , 2014 . الورقة , احدى الاوراق المتعددة ذات الصلة والتي نوقشت بمفاهيم التنمية بشكل عام وتطوراتها . عنوان ورقة د. بدران قدمت ونوقشت في الجلسة الرئيسية الأولى والرئيسية الاخيرة تحت نفس العنوان 🙁 التعليم والتنمية 1 والتعليم والتنمية 2) وهو الموضوع الذي أجده الأ هم في هذه الايام للوصول الى تحقيق أهداف التنمية بشكل عام و الاردن بشكل خاص والذي أكدت عليه الورقة من منظور متجدد وبنظرة مستقبلية .كان موضوع التعليم في الاردن يناقش من قبل الكثيرين كموضوع تعليم منهجي جامد يعتمد على الارقام والاحصائيات دون نتائج تؤدي للهدف أو التعليم الذي نريد . وقد يكون ذلك بسبب ما مر على مفهوم «التنمية» منذ سبعينيات القرن الماضي من تطورات على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي .
تطور المفهوم ليلائم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . جاء ذلك منذ اهتمام الامم المتحدة بمؤسساتها المختلفة وأخذت بمفهوم التنمية الذي يعني التركيزعلى « رأس المال البشري « أي تطوير التوجهات والمعارف والقدرات التي يكتسبها الافراد من خلال التعلم والتدرب والخبرة العملية .اهتم المختصون بشكل واضح على الاحصاءات التي جاءت جامدة ولتكون المقياس للتنمية البشرية .و تغير المفهوم 1990 ليوضح أن التنمية الانسانية هي عملية توسيع حرية خيارات الناس ليشمل « التنمية الانسانية «, أي أن الانسان هو الثروة الحقيقية للأمم « أو أن» الانسان هو صانع التنمية وهدفها «. وأخذ النقاش حول المفاهيم زمنا ليس بالقليل وضعت تقاريرعدة لتناقش في المؤتمرات الوطنية و الاقليمية والدولية . تبلور المفهوم في تقارير الامم المتحدة ليصبح أشمل وأكد على عوامل التنمية الانسانية التي تعني التنمية الشاملة المتكاملة للناس وللمؤسسات المجتمعية. وأخذ بعين الاعتبار العوامل المتداخلة والمتكاملة لتحقيق أهداف التمنية بشكل عام وهي عملية دمج مقصود لعوامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهو بلا شك الانسب .
جاء في ورقة د. بدران مقترحات حول كيفية تطبيق ذلك بالنسبة للتعليم في الأردن ووضع مقترحات عملية تتلاءم مع التطور السريع في عالم متغير وفي عملية التنمية . رأى ضرورة اصلاح المناهج وتدريب المعلمين ليتلاءم ذلك مع متغيرات العصر- وهي عصر التكنولوجيا -. وركز على أهمية تمكين الاساتذة والمعلمين بتعلم ادوات العصر التكنولوجية والميديا الهامة في عملية التعلم الحديثة والتي وضعتها اليونسكو كعامل هام للوصول الى»التعلم , والعمل , والتعلم من أجل الحياة «. يذكرنا هذا بأن» نظرية العلم للعلم «, التقليدية أصبح لا مكان لها في عالم اليوم . وراى أن معدل الاستثمار في التعليم العادي والعالي يبلغ 9.5% من الدخل القومي الا ان هذه النسبة» ليست بالقليلة « لم تعود بالفائدة المرجوة ولا المستوى الجيد على نوعية التعليم ومخرجاته . وأكدت الورقة الى ضرورة تعليم الطلاب على التفكير والبحث العلمي والنقاش , والتداخل والتكامل بحيث يصبح» الطالب معلما , كما يصبح الاستاذ طالبا « . وبلا شك مثل هذا الاسلوب يجعل الانسان يشعر بانسانيته وقيمته الحياتية , في عملية التعلم وتعزز الثقة على أهمية التعليم للجميع , والتعليم مدى الحياة .
اذن التعليم من اجل الحياة وبجودة عالية وخلق اناس لسوق للعمل وليس فقط حمل الشهادة الجامعية أو العليا هو المطلوب . ولا شك أن الدراسات التي تهدف لهذا الهدف يجب أن توضع موضع الاهتمام بشكل دائم وليس موسمي . بخاصة وأن مجتمعنا وفيه نسبة عالية من الخريجين العاطلين عن العمل . بالرغم من مثل هذه النصائح ,لا يزال الناس يركضون وراء» الجديد والتقليد «حتى في التخصصات . ونذكّر أن الدراسات الانسانية في السابق كانت الاهم ومنها العلوم الانسانية , ويبدو أنها جمدت بشكل كبير , للاعتقاد أن لا مكان لها اليوم في» عالم التكنولوجيا « بالاضافة لكثرة الخريجين الذين لا عمل لهم . وأخشى أن يحصل هذا مع العدد المتزايد بشكل ضخم من الدارسين «للتكنولوجيا السريعة وبغير اتقان ايضا « أي دراسة» نص كم «ليضيفوا لعدد الخريجين . ورقة د. بدران شاملة وتلقي الضوء على التعليم الذي نريد مع ربطه بالتنمية وهي ورقة مهمة أرى تعميمها على اوسع نطاق لافادة الافراد والجماعات , وللمساهمة في تطبيق أهداف» التعليم والتنمية « كما هو عنوانها .