قالت الباحثة د. عايدة النجار في ندوة عقدت في شومان ان صحافة فلسطين قد مجدت ثورات(1920 1921) وهبة البراق 1929 وثورة القسام 1935 ثم الثورة الفلسطينية الكبرى 1936- 1939 وأصبحت وثيقة مهمة لتلك المرحلة التاريخية ترصد ممارسات السلطة البريطانية وقوانينها الصارمة ضد الصحافة.

    واضافت النجار في حفل اشهار كتابها “صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن 1900- 1948” الذي نظمه منتدى شومان مساء اول من امس وترأسه الاستاذ محمود الكايد وشارك فيه كل من د. حازم نسيبة والباحث مسلم بسيسو, بأن فكرة هذا الكتاب وجذوره قد ظلت تلح عليها لوضعه بهذه الصيغة ككتاب مفصل حول تاريخ الصحافة يتناول الوضع الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي ويؤرخ نشأتها وتطورها ودورها وحراكها بشكل مواز للحركة الوطنية.

    وتطرقت النجار الى فصول الكتاب مشيرة الى ان الفصل الاول يعتبر مدخلا للموضوع ويوفر المعلومات حول الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الفلسطيني منذ مطلع القرن وحتى الانتداب البريطاني.

    كما تطرقت د. النجار الى جملة من الفصول التي تضم اقتباسات مكثفة من الصحافة غطت نضال جميع طبقات الشعب الفلسطيني ومعلومات حول تطور الصحافة وتغطية المرحلة الثانية من التاريخ الفلسطيني اضافة الى تعاطف الصحافة مع المعتقلين ومن بينهم الصحافيين والكتاب والعمال والفلاحين والموظفين.

    ثم قدم د. حازم نسيبة شهادة اكد فيها على ان د. النجار قد قدمت قيمة معرفية في احيائها لتاريخ مضى وانقضى وغاب عن وعي شعبنا وامتنا الى ان اعادته حيا نابضا ناطقا وهي الصحافية المخضرمة ذات الخبرة الواسعة في العمل وفي الحقل العام.

   واعتبر د. نسيبة ان كتاب صحافة فلسطين قد وظف بمجهود كبير وتمتع باسلوب البحث العلمي الموضوعي الصارم لافتا الى انه سيكون مرجعا قيما لا لتاريخ الصحافة في فلسطين قبل نكبتها الماحقة فحسب ولكن لتلك الحقبة من تاريخ فلسطين عندما كان اهلها ومعهم جماهير اهلهم في الوطن العربي يصارعون ويناضلون ويقاتلون القادم الغريب من مختلف اصقاع الدنيا مدعوما بقوى الاستعمار وبطشه وجموحه.

    وأكد د. نسيبة الى ان الصحافة آنذاك كانت مرآة الوطن ولسانه المبين, مشيرا الى ان الصحافة الفلسطينية قد لعبت دورا محوريا في التنبيه والتحذير من اخطار الوطن القومي اليهودي ليس فقط بعد الانتداب وانفضاح امر وعد بلفور ولكن قبل ذلك وفي ظل الامبراطورية العثمانية.

    كما أكد د. نسيبة على ان كتاب صحافة فلسطين قد ابرز الدور الذي لعبته جريدة فلسطين “لصاحبها عيسى العيسى” في الحرب ضد الصهيونية منوهاً الى ان د. عايدة النجار قد كشفت النقاب عن وجود صحافة فلسطينية فعالة وواعية قبل قيام الانتداب على فلسطين لافتاً الى انه وبعد “الكرمل” التي كانت مصدراً غنياً بالمعلومات حول الصهيونية صدرت صحف اخرى كانت تأخذ منها، ومنها المقتبس والمفيد والحقيقة والرأي العام وفتى العرب والاصلاح وقد امتد تأثيرها وشعبيتها لصحف عربية كانت تصدر في باريس واستانبول ومصر كما وصلت الى نيويورك عن طريق المهاجرين السوريين الذين كانوا يصدرون صحيفة باسم مرآة العرب

    وفي السياق ذاته قدم الباحث مسلم بسيسو شهادة تحدث فيها عن الصحافة في فلسطين قبل النكبة في العام 1948 قارناً الحديث عنها بالحديث عن الحركة الوطنية الفلسطينية ومعتبراً ان معركة الصحافة في فلسطين هي ذات المعركة التي خاضها الشعب الفلسطيني على مدى 30 عاماً ومحاورها كانت مواجهة اساليب الادارة البريطانية في تعاملها مع العرب في الوقت الذي كانت فيه هذه الادارة ترعى السكان اليهود وتساعدهم.

    وتطرق بسيسو الى المواجهات المتواصلة ضد العدوين الانجليزي واليهودي التي اخذت اشكالاً متعددة مثل الاحتجاجات والاضرابات والثورات التي كان يشارك بها الشعب الفلسطيني في جميع المناطق كثورة البراق وثورة العام 36 التي حققت فيها الجماهير العربية الفلسطينية انتصارات حقيقية على العدو مما اضطر سلطات الانتداب الى مضاعفة قوتها العسكرية واجهزة الامن المتعددة لمواجهة شعبنا المجاهد

كما تطرق بسيسو الى مساهمة صحافة فلسطين في توعية الجماهير وتحريضها ودعم نضالها وكفاحها المسلح وفي مقدمتها الصحف اليومية: الشعب والوحدة والصحف الأسبوعية : نداء الارض والاتحاد والحرية والمستقبل التي كانت تنشر المقالات التي يتعرف شعبنا من خلالها على تفاصيل ما يجري.


المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment