بتاريخ 2009 القى نتنياهو خطابا في جامعة (بار ايلان) أكد فيه موافقتة على إقامة دولة بجانب دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ومشروطة ألا تكون القدس معها، وأيضا دون الاعتراف بحق العودة . وكان هذا” الكرم “والمنة مقابل الاعتراف “بالدولة اليهودية “. ورغم مافي هذا الكلام من” وعد “ على دولة ممسوخة عاد مؤخرا بالتراجع عن هذه المحاولات الملتوية التي بيحث فيها كيف يخضع الفلسطينيين والعرب ليقولوا، نعم لهودية الدولة بشكل لا يترك مجالا للعرب لاية هوية أو حقوق وإن كانت بطريقته الاستعمارية .
واليوم وقد اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في 17 من هذاالشهر، فقد بدأت المزايدات بالتصارع استبق نتنياهو بتراجعه عن الكلام المباح، وعن قصد لكي يفشل أية جهود إن كانت حقيقية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة . لقد أفشل المباحثات الدولية التي دامت اكثر من ربع قرن وهو الان يعيد الكرة، من اجل كسب اصوات للانتخابات التي يريدها بشكل مجنون وبأية وسيلة . ولا أعتقد أنه كان جادا فيما قال سابقا، واليوم يحاول ايجاد حيل جديدة، يحاول كالعادة لوم الفلسطينيين في افشال الحلول في مفاوضات -إن بدأت -. ويجب ألا تبدأ .
ومن يراقب ما يجري في هذه الفترة ليرى أن نتنياهو سيظل ملتزما بسياسته الرافضة لتحرك الفلسطينيين، وذهابهم للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية . لقد أقام الدنيا ولم يقعدها للان في اقناع العالم المضي في ذلك . ولا شك أن الوقت مناسب اليوم للفلسطينيين لكشف الاعيب نتنياهو القديمة الجديدة ليس امام العالم، بل ايضا أمام اليهود اينما كانوا والذين يريدهم جميعا القدوم لاسرائيل، خوفا عليهم من تجني العالم كله عليهم، كما يريد أن يصور الحياة بالنسبة لهم . كل هم نتنياهو في الايام القليلة الباقية للانتخابات أن ينجح، وبعد ذلك يبدأ موالا جديدا .
مناسبة الانتخابات الاسرائيلية يمكن ان تكون فرصة جيدة للفلسطينيين والعرب للمضي قدما ولفضح نتنياهو لتراجعه عن كلامه، والاهم تراجعه عن اقامة الدولة الفلسطينية . هذه مناسبة لفضح سياسة الصهيونية المتأصلة باسرائيل، والوقت مناسب ’ لمناقشة وضع القدس وانتهاكات اسرائيل وعدم التزامها بالقوانين الدولية، وهي تضم القدس وتوسع محيطها وتتشبث بأقوالها أن القدس” ستطل العاصمة الابدية لاسرائيل “.
ورغم هذا الكم من الهموم التي تسود العالم العربي والاعباء التي ينوء بها الفلسطينيون، فالصوت يجب ان يرفع ليعلو على الاصوات المعادية لاقامة الدولة الفلسطينية، والتي كما يبدو مما نشر من شعارات بعض الاحزاب الاسرائيلية أنها تهدف ليهودية الدولة والشعار الذي يسظل عائقا لانصاف الفلسطينيين وحقهم في ارضهم . الانظار تتجه للانتخابات الاسرائيلية وشعاراتها ونتائج استطلاعات الرأي . المنافسة التي سنشهدها والكل يزايد على اليهودية وليس على حق الفلسطينيين بدولة . ولعل العالم يتحرك على الاقل لايقاف التوسع الاستيطاني الفظيع كما مستوطنة” معالية ادوميم “ في الضفة الغربية التي ستسهم بزيادة تقسيم الاراضي الفلسطينية وتصعب ابقاءها متصلة جغرافيا . لاقامة الدولة . الكل يتفرج والكل ينتظر .. ولنر النتائج!؟