وصلتني من الاستاذ عبد الله كنعان الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس مشكورا ، مجموعة من الاصدارات المتعلقة بالقدس ، أهمها ببليوغرافيا القدس وقائمة المكتبات الأردنية والعربية المتوفرة فيها” قوائم مختارة “.، وتقع في مجلدين قام باعدادها نوزت أبو لبن ولبيك الوكيلي ، باشراف د. فاروق صيتان الشناق ،وتقديم كنعان . وفي الحقيقة انني فوجئت بهذا الكم المرضي من المادة المتعلقة بالقدس والموجودة في المكتبات الاردنية والعربية . بالاضافة لذلك فاللجنة تصدر تقريرا يوميا يحتوي على الاخبار والتعليقات المتعلقة بالقدس . ولا تقتصر عما ما ينشر بالصحف الاردنية ، بل في الصحافة العالمية أيضا . مما يسهل على المهتم بالقدس متابعة ما يجري فيها تحت الاحتلال والانتهاكات اليومية ومعاناة أهل القدس .
هناك الكثير الذي كتب عن القدس من قبل الدارسين والباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني بشكل عام والقدس بشكل خاص وهي متنوعة من ، تاريخية سياسية ، دينية ، اجتماعية ، أدبية ، علمية ، ثقافية وعن المرأة ، والتراث، كما تدل” الواصفات “ ولا ننسى القدس في الامم المتحدة وفي القانون الدولي، والدبلوماسية وغيرها . ومن عنوانين هذه الكتب أو الوثائق نجد أننا بخير ، مما كتب باللغة العربية عن القدس .وهناك الكثير من هذه المراجع مبنية على المعلومات من المؤرخين والرحالة العرب ، الذين أبرزوا مقام القدس عند العرب والمسلمين . وأيضا كتب تفصل عن الحياة الاجتماعية بعيون عربية . فالقدس هذه المدينة التاريخية الازلية المميزة ، هي ليست فقط مدينة للديانات السماوية ، أو مكانا مميّزا لسياحة الاجانب وأخذ الصور التذكارية ، أو صور الناس ، المختلفين عنهم بالتراث والثقافة ، وكانت مثل هذه الصور في السابق ، تجذب “الاجانب “ ولتكون لهم ذاكرة غير صحيحة عن القدس وأهلها .
ويتبين أن بين هذه القوائم الكبيرة من الكتب عن القدس ، كتبا جادة كتبت من باحثين ومؤرخين بقصد تصحيح الصور الذهنية عن القدس لدى الغرباء .، وتصحيح المعلومات ، وإثرائها بما يشير الى مدينة لا مثيل لها ، في خصوصيتها الروحانية والنراتية المعيشية ومنزلتها العالمية . والاهم أن القدس التي طمع بها المستعمر والمحتل ورغم حضارات من مر بها ، ظلت تحمل الطابع العربي والاسلامي التراثي الذي تحاول اسرائيل طمسه. ولعل هذا يؤكد ، أن أهمية المدينة ، تأتي من أصحابها الاصليين من الفلسطينيين العرب من مسلمين ومسيحيين . فهم الذين عمروها وحافظوا على الهوية والاماكن الدينية من المسجد الاقصى وكنيسة القيامة.
منشورات اللجنة الملكية لشؤون القدس القيّمة، وثائق هامة وحضارية ومفيدة للمهتمين بالقدس وإجراء الابحاث. والسؤال ، كيف يمكن الاستفادة منها وعلى أوسع نطاق .ولعل هذا الجهد المشكور، بحاجة لتسويق ، بحيث يصل الى الباحثين . ولكنني أعود ، وأقول ، تمنيت لو أجد هذه الكتب كلها في مكان واحد ، أي مكتبة واحدة ، “تضم القدس “ وهذا ممكن جدا واقترح على اللجنة إنشاء مكتبة خاصة ومتخصصة بالقدس ، وتكون مكانا للدارسين ، ليس فقط في الاردن ، بل للوافدين اليها من جميع أنحاء العالم ، وليس فقط باللغة العربية بل ، بالاجنبية أيضا . ولعل اقتراحي هذا راجع لكسل الكثيرين من الباحثين الذين لا يعودون للأصل في الكتب للاقتباس ، وأيضا لكسل القارئ التعلم أكثر . ولعل تغريدة الكاتب المبدع محمود شقير صادقة :” القدس تشقى في الليل والنهار ، وليس في الافق حتى الان من بديل ، فالعشاق كثيرون والحب قليل “ .