إسرائيل -كعادتها- في كل  موقف يسلط المجتمع الدولي الضوء على أعمالها الإجرامية , تتفلت لسبب أو آخر، لكي تهرب من  العقاب و تبرز نفسها كضحية وليس كجلاد  أمام الرأي العام المحلي والعالمي .


 هذا ما تفعله، حيث تغيبت عن جلسة لمجلس حقوق الانسان التابع للأم المتحدة  في جنيف المخصص للتحقيق حول الحرب الاسرائيلية على غزة الصيف الماضي وحول الوضع في الاراضي العربية المحتلة . ومن لا يتذكر حرب غزة العام 2014 وحروبها قبل ذلك على ذلك القطاع المحاصر والمعذب بسبب احتلال بغيض . كانت حصيلة تلك الحرب  ما يزيد على 2140 شهيدا فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين و73 اسرائيليا أكثرهم من الجنود الذين أتوا لقتل الفلسطينيين .


ولعل  القصص والصور التي  تختزن في الذاكرة الإنسانية كأرشيف عن المآسي  للناس في غزة من نساء وأطفال وشيوخ وشباب , لتدل على مدى عدم التزام إسرائيل بالقوانين الدولية والاخلاق الانسانية .


إحدى هذه القصص  التي تشبه القصص الخيالية , قصة  ( انتظار ) في كتابي (عزوز يغني للحب : قصص فلسطينية من ألف قصة وقصة ) أنشرها  هنا , لتفسر لماذا تهرب إسرائيل من مواجهة العالم  ولا أظنه بسبب الشعور بالذنب بل  لكيلا تواجه أطفال وامهات العالم بما تقوم به من جرائم  ولتذكر من نسي :  
“( انتظار) : سعاد الصغيرة ابنة السنين السبع , تلعب مع بنات الحارة نط الحبل , والإكس والغماية أمام بيت في الشجاعية.عاد أخوها الصغير حسام ابن الخامسة , يركض ويركض ويركض . هربا من الطائرات التي تلاحق الناس في غزة . والدبابات التي تطارد العصافير والجياد في المدينة . نامت الشمس وأغلق الزقاق خوفا من النار والوحش الداشر والليل الطويل . طال الليل والبنت تلعب” بيت وبيوت “مع الصغير وتمثل دور الأم الكبيرة . تحتضنه وتقبله وتطعمه الاحلام  والآمال وتمسح الخوف عن جبينه . اسودَّ الليل وصاح ديك الصباح ولم تصل الأم من مصنع الأحذية الذي تعمل به . ظلت نائمة هناك تحت الركام وهي تحلم بالعودة للبيت الصغير تحمل رغيف الخبز . وطال الوقت والولد الصغير يسأل : متى تعود أمي؟


.طال الليل وتسربت الوحدة ولوعة الشوق من طول الانتظار. وأعاد السؤال : متى تعود أمي؟ لم تعد الأم الكبيرة ونام الصغير في حضن أمه الصغيرة وهي تحكي له قصة “حديدون والغولة “وتعده بألف قصة وقصة في الألف ليلة وليلة القادمة “.


 هذه إحدى القصص التي لا تريد  إسرائيل أن يتذكرها  العالم , وتظل الحقيقة أن التحقيقات في جنيف يجب أن تستمر، لكي تظهر الحقائق والأمثلة التي ارتكبتها، جرائم حرب  يجب معاقبتها عليها. خاصة أنه أصبح بإمكان الفلسطينيين تقديم لائحة اتهام ضد اسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية في الأول من نيسان المقبل . ويجب عدم إهمال الملفات، بل ابقاؤها مفتوحة حتى تنال العقاب!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment