بلدة النبي صالح غربي رام الله  حجزت يوم الجمعة من كل أسبوع للتظاهر ضد الاحتلال الاسرائيلي  المتحفز لمنع أهالي القرية بفضحه أمام الرأي العام العالمي لما يقوم به من تنكيل بالفلسطينيين . لم تستطع قوات الاحتلال هذه المرة من تغطية الشمس بالغربال ، والجندي  الاسرائيلي ينكل بالفتى الشجاع محمد التميمي ، وكما بيّنت وسائل الاعلام المحلية والأجنبية  .الجندي الاسرائيلي الذي ينقض على الطفل وهو يخفي ملامحه ، وقد أشبعه ضربا وتخويفا وهو يحاول اعتقاله .


 مشهد يتكرر ، ويزيد كل يوم  والعالم يصم أذنيه عما يجري تحت الاحتلال الذي يعشش في أرض مسروقة  وأهلها الاصليون يدافعون  عن الأرض والنفس بالمقاومة وبكل الوسائل الممكنة . فالصورة الجميلة رغم الألم الذي يعتري الانسان المشاهد لمثل هذه الصور ، أن اللكمات المتتالية التي كان يوجهها الجندي الجلاد ، لم تثن الطفل ابن الثانية عشر عن اصراره لمقاومة العدو ، بالاضافة للصورة الجميلة الأخرى والأم تقول بصوت عال سمعه العالم : “ ابني … ابني .. “ وفي نفس الوقت تضرب الجندي اللئيم بيديها على رأسه ، تساعدها ابنتها الطفلة (عهد ) بشعرها الذهبيّ ، الطفلة الناشطة التي أصبحت مثار اهتمام الرأي العام الدولي وهي تقف متحدية أمام عسكر الاحتلال . ولعل قميصها الجميل الذي يحمل صورة إحدى رموز الطفولة المبكرة الكرتونية وكأنها تأخذه معها ليساعدها في مواجهة الجنود الذين يحملون السلاح في وجة الأطفال والنساء  ما جعلني أتوقف لأشاهد الطفلة التي أعرفها من نشاطها المستمر كالكبار الصامدين المقاومين ، وقد تتبعت أخبارها منذ زمن , وسعدت لمنحها جائزة الشجاعة من أردوغان عام 2012 .


نعم نردد ما تعلمناه  عن وسائل الاعلام  التقليدي أن “الصورة تساوي ألف كلمة “ ، وقد برع الصهاينة في رحلتهم الشقية لاحتلال فلسطين  في استعمال الصورة لمدى تأثيرها على الإنسان . وقد بدا ذلك واضحا ولعقود طويلة في تحيّز الاعلام الغربي المتأثر بالصهيونية ورواياتها الكاذبة .فالإعلام الغربي في أكثره يضع صورة أطفال أو نساء يهود أصيبوا من قبل العرب ، على الصفحات الأولى ليثيروا مشاعر الناس في الغرب ، بينما  يضعون صور أطفال ونساء الفلسطينيين في الصفحات الداخلية وفي قاع الصفحة . وكذلك في وسائل الإعلام حيث يكون مثل هذه الأخبار الخبر الأول لهم ،ولا تذكر الأخبار والصور الفلسطينية في نشرات الأخبار .


ولعل التطور التكنولوجي واستعمال وسائل الاتصال الاجتماعي من الفيسبوك وأخواته ، لهو نقلة نوعية في عالم اليوم سريع الحركة والتغير . فقد أصبح الموبايل أحسن وسيلة لنقل الصورة التي” تساوي المليون “لفضح الممارسات غير الانسانية للفلسطينيين . إن مثل هذه الصور الحيّة وغيرها توثيق لا يكذّب ناقله ولعل استعماله في مثل هذه الحالات لهو تعزيز للنضال وافشال الإعلام الصهيوني الخادع .


عائلة  التميمي في النبي صالح ، تمكنت من حذب وسائل الاعلام بنضالها ضد المشاريع الاستعمارية لتهويد ما تبقى من الارض المحتلة . ولعل ما تقوم به إسرائيل من مواصلة بناء الجدران وعزل القدس عن محيطها ، ما يعمل من جهة أخرى على صمود الأمهات والأباء والأطفال ومقاومة الجنود الذين بسرقون فرح الأطفال وألعابهم الطفولية ،وهم يكسرون عظم محمد الذي لم يستطع شلومو هذه المرة النيل منه . فتحية لعائلة التميمي المستمرة في مقاومة الاحتلال !

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment