يقترح منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط ممثل الأمين العام نيكولاي ملادينوف  خطة أممية من بنود سبعة  قدمها من مكتبه في مدينة القدس المحتلة لمجلس الأمن . أول هذه الخطوات كما رآها في بذل جهود فورية من جميع القادة السياسيين والدينيين والمجتمع المدني لوقف التحريض الذي تغذيه الكراهية ويمجد قتل اليهود او يصنف جميع الفلسطينيين على انهم ارهابيون “ . لعلي اختصر الطريق على القارئ الذي أصبح لا يتوقف طويلا أمام تصريحات مسؤولي الامم المتحدة لأسباب عدة منها عدم الثقة في العمل على تطبيق المئات من  الاقتراحات والقرارات الدولية التي اتخذتها منذ النكبة  فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، لا بل  فهي آخذة بالتفاقم كل يوم ، ولا ننسى الفيتو الامريكي الذي يقف عقبة أمام الحلول والدليل على التحيّز المستمر لإسرائيل .


     إن الكراهية… لا تأتي من فراغ ،فهو شعور يتولد لدى الفلسطينيين   نتيجة الألم والحسرة والضياع لفقد بيت أو  انسان عزيز . كما أن الشعور بالكراهية تتولد من الفقر والمرض والضياع النفسي الذي يتسبب من هدم بيته وقتل الانسان البريء كما فعلت وتفعل إسرائيل كل يوم .

الكراهية تتولد من   من الاعتداء على رموز العقيدة الدينية والتعبد مثل  المقدسات الاسلامية ، وهي تعتدي على القدس الشريف والمسجد الاقصى وتحاول تهويده وهدمه وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه كما تحلم . . فكيف لا  يكره الانسان عدوه  ويحب الحياة والانسان اينما كان . اسرائيل  تمنع الفلسطيني  من دفن الشهداء التي تبقيهم اسرائيل رهائن وهم أموات .   لهذا وأكثر يتولد حقد  وكره الفتيان قبل الرجال  والبنات كالأولاد  على إسرائيل.   ممارسات الاحتلال غير الانسانية ولا القانونية  نجعل الانسان يكره الواقع الذي  الذي يعيشه  ولذلك يحمل الحجر والسكين والسلاح إن وجد . هذه الوسائل لم يخترعها الفلسطيني الكاره للاحتلال ، بل هي وسائل استعملتها الشعوب المقهورة والواقعة تحت ظلم الاحتلال أينما كانت في العالم ولا أعتقد أنهم يحبون استعمالها  الا في الدفاع عن النفس وهي مشروعة . .


     لقد تغيرت  مفاهيم هذا العصر التي تستعمل في لغات العالم وكذلك المفردات التي باتت تستعمل في الأمم المتحدة . ادخلت اسرائيل بلؤمها المعروف كثيرا من المفردات والمصطلحات التي الصقتها بالفلسطينيين العرب والمسلمين ، علّها تتمكن من الاستمرار بمنهجيتها في التأثير على الرأي العام  وتبرير قتل الفلسطينيين تحت  احتلالها الذي تعمل على اطالته ، حتى “ يموت الكبار وينس الصغار” أنهم سرقوا فلسطين من أهلها العرب من مسلمين ومسيحيين . وقد نجحت في ذلك  عندما الصقت وصف “الارهاب” بالفلسطيني المناضل في فلسطين وعلى ارضه لأنه يحبها ..


     الكراهية شعور بشع لا نحبه ، فماذا تقول عن هذا الاسرائيلي الذي سرق المسجد الإبراهيمي في الخليل وقتل المصلين وهم سجّد ،ويتّم احمد ابن الرابعة من ابيه ؟ بعملهم الحاقد  خلقوا الكراهية  وحفزوا الطفل الذي اصبح شابا ان يتذكر اباه . ..إن ما يجري اليوم من اعمال ضد المستوطنين في الخليل وفي الضفة الغربية هو للدفاع عن النفس ، وهو للرد على المستوطنين الكارهين بعمق للعرب ،  ولعل  ما يكتبون من عبارات كره ضد العرب ، وما يعلمون أولادهم في المناهج المدرسية  لهو خير دليل .


   إن الكره الذي يتولد كل يوم هو نتيجة استمرار الاحتلال الاسرائيلي ، ورفضه الإلتزام أو تطبيق القرارات الدولية التي تشير الى الحق الفلسطيني في أرضه وبيته ووطنه , بالاضافة الى حياة أمنة  وليس حياة دامية واستشهاد متواصل . اوافق مسؤول الامم المتحدة  الدعوة  لايقاف الكراهية  ولا سبيل لذلك إلا بانهاء الاحتلال وبخاصة وقد همشت القضية الفلسطينية في هذا العالم المجنون ، الذي تلعب اسرائيل دورا كبيرا ظاهرا وخفيا بمواصلة قتل الفلسطينيين وتفريغ الأرض من اهلها الذين يموتون من أجل إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم ،وليس فقط للعودة للمفاوضات العبثية ؟

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment