لا يتوقف نتنياهو بأسلوبه المميّز الأهوج من التسرع في تغيير الاقوال، لا بل الكذب الصريح والواضح . أسلوب سياسي يرى فيه نتنياهو وسيلة لاظهار ما يعتقده” فهلوة “ يستبق فيها اقوال بعض زعماء العالم فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية . قام نتنياهو مؤخرا بتزييف أقوال أو تصريحات المستشارة الالمانية ميركل ووضع نفسه في ورطة جديدة تضاف لأخطائه وجرائمه المتجددة مثالا . نتنياهو مؤخرا  نسب لميركل أنها باتت تتبنى” النظرة الواقعية “ كما سماها بالنسبة لحل الدولتين فقد فضحته جريدة معاريف الاسرائيلية عندما نشرت هذا التزييف الذي أغضب الالمان الذين يفهمون جيدا أن هذه الاكاذيب ما هي الا من أساليب نتنياهو لاستغلالها للتأثير على الرأي العام.

 كانت ميركل أعلنت بشكل تلميح إلى تأجيل العملية التفاوضية عندما التقته في مؤتمر صحفي مشترك، وأوضحت أن بلادها” تدعم مسيرة التعايش بسلام على أساس حل الدولتين . “  ولعل تسرع نتنياهو تزييف أقوال ميركل، لا بل نواياها ما يشير إلى نواياه الخبيثة في التأثير ليس فقط على الرأي العام، بل للتاثير على ميركل نفسها لكي تتبنى ما يسميه بـ “ النهج الواقعي “ . المتعلق بحل الدولتين . مكر واضح التقطه السياسيون الالمان والصحافة  بعد محاولة غير ناجحة لتعزيز فهلوته بأنه كان ذكر ذلك قبل سنة متمنيا تحقيق أحلامه السوداء . ولم نكن محاولته بتزييف الاقوال وقول الاكاذيب جديدة . فهو يحاول الايهام  بأن أوباما يرى ايضا مثل ميركل يقدم على “خطوات عملية “.

 كما هو معروف، فالالمان سياسيون بامتياز ويعرفون ماذا يقولون ولماذا وفي أي وقت . يجيئ غضبهم على نتنياهو لأنه حاول استغلال لقائه مع ميركل من أجل الدعاية لنفسه وتهيئة الرأي العام لما قد يخدم مصالحه، بالاضافة لخلق مفاهيم خاطئه عن الفلسطينيين وعدم رغبتهم بالسلام الذي يدعيه . وهناك وفد الماني من حزب ميركل ( الحزب المسيحي الديمقراطي) بالاضافة لأعضاء من الاحزاب الأخرى ومنهم حزب اليسار  سيزوون  اسرائيل قريبا . ويتوقع أن لا يسعد نتنياهو بهذه الزيارة التي تحتج على تزييف أقوال ميركل ، وأكاذيبه .  مثل هذه الزيارات الجادة ، ستوضح موقف المانيا  ليس لنتنياهو الكذذّاب كما للفلسطينيين والعرب سياسة ألمانيا حول حل الدولتين لب الموضوع .زيارة الوفد الالماني بسبب هذه التصرفات الانتهازية لنتنياهو بالاضافة للتوقيت هامة .  

 لقد اصبحت سياسة إسرائيل أكثر وضوحا للعالم الرسمي والشعبي عن أساليبها في التأثير على الرأي العام . وأصبح العالم أكثر وعيّا بأن هذه الاساليب تبدو ساذجة وبخاصة ووسائل الاعلام الحديثة، لا بل تفهم العالم الغربي ووجود جماعات أكثر موضوعية بين المثقفين وبين الأكاديميين والصحافيين الذين يتمتعون باحترام للذات والقدرة على قول الحقيقة في وجه إسرائيل والقول لها “ أنت كاذبة “ . اصبح هناك إمكانية لليهود أنفسهم معرفة أكاذيب اسرائيل والفكر الصهيوني المتعفن ، بأن” إسرائيل هي الباقية “، ولا مجال لاقامة دولة فلسطينية تعيد الحق التاريخي والانساني والوطني للشعب للعودة لبيته السليب واعادة بناء وطن سرقته العصابات الصهيونية لتزور التاريخ والجغرافيا  كما هو في الواقع . ولا عجب في اتقان اسرائيل  التزوير والسرقة، وكما تكشف نفسها اليوم بتزوير أقوال ميركل أو أوباما أو من تريد . بلا شك هي في النهاية الخاسرة . !!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment