وقعت الأديبة د. عايدة النجار كتابها الجديد «عزوز يغني للحب: قصص فلسطينية من ألف قصة وقصة»، يوم أمس الأول، في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، حيث أدار الحفل د. صلاح جرار، شارك فيه: د. محمد عبيد الله والشاعر يوسف عبد العزيز، وسط حضور كبير من المثقفين والأدباء والمهتمين.
وان د. محمد عبيد الله استهل الحفل بورقة نقدية حول الكتاب، حملت عنوان «عزوز يغني للحب لعايدة النجار.. قصص فلسطينية مشغولة بتوثيق الهوية»، أكد فيها أن النجار تقدم تجربة طموحة في كتابها القصصي الجديد، مشيرا إلى أننا نجد في الكتاب صورة الإنسان الفلسطيني: جنينا ووليدا رضيعا وفتى وشابا ورجلا وكهلا، نجد الذكور والإناث، الرجال والنساء، نجد أهل المدينة والقرية والبادية، ونقابل أهل القدس وأبناء الضفة وسكان قطاع غزة وسكان المخيمات والأهل الصامدين في الأرض المحتلة عام 1948، ونجد المغتربين والمهجرين كما نقرأ عن الباقين تحت الاحتلال، إلى غير ذلك من تمثيلات دالة رسمتها القصص، والمشترك بين هؤلاء أنهم يعانون من أثر الاحتلال وعدوانه الذي أصاب حياتهم في الصميم. ولفت النظر إلى أن القدس نالت نصيبا وافرا من قصص الكتاب، فمن مناخاتها وأجوائها رسمت عايدة النجار قصصا مضيئة محملة بالعبق المقدس. وأضاف: «وهذا الحضور المقدسي يستقيم مع مكانتها الدينية والثقافية والتاريخية وحمولتها الرمزية في سياق القضية الفلسطينية، يضاف إلى ذلك خبرة المؤلفة نفسها ومعايشتها الشخصية لكثير من وجوه الحياة المقدسية».
وأشار د. عبيد الله إلى أن الكاتبة تنتبه إلى مفردات الهوية ومكوناتها فتحرص على تسجيلها وتوثيقها، «فما من قصة إلا وتتضمن تفصيلا ثقافيا صريحا أو ضمنيا، وهذا الوعي بالهوية وقيمة توثيق مكوناتها يؤشر إلى المقاومة الثقافية وأهمية انتقال عناصر الهوية المهددة من جيل إلى جيل». وخلص د. عبيدالله «هذه القصص كتبت بلغة دافئة تعرف طريقها إلى وجدان القارئ، ومع أنها تجربة أولى لعايدة النجار في المجال الإبداعي فقد بدت فيها الخبرة الكتابية واضحة وكافية لما تريد التعبير عنه، واعتمدت على كثير من الصور الواقعية والإخبارية ولكنها صاغتها صياغة جديدة معتمدة على ما يتيحه التخييل القصصي.
من جهته قدم الشاعر يوسف عبد العزيز قراءة بعنوان «عايدة النجار تستعيد فلسطين في الكتابة»، فقال: «إن قصص عزوز تنفتح على الواقع الصّعب الذي يعيشه الشّعب الفلسطيني، وترصد عدداً عظيماً من المشاهد المقتطعة من الحياة اليوميّة للناس في فلسطين. في الغالب تأخذ الكاتبة مادّتها القصصية من الوقائع التي تحدث هناك، ولكنّها لا تلبث أن تنسج عليها حكايتها الخاصّة، وفي بعض الأحيان تقوم بأسطرتها، مؤكدا أن القاصة تنحو في هذه «المجموعة منحى شعريّاً في القصّ، إذ إنّها غالباً ما تخرج على النّموذج القصصي المتداوَل، وتستخدم تقنيات الشّعر. ومن ذلك، أنها تلجأ إلى أنسنة الكائنات النباتية والحيوانية، وأحياناً الجمادات، بحيث أنها تخلق منها شخصيّات قصصيّة، تساهم في بناء القصّة. ولفت عبد العزيز النظر إلى أن هذه النّصوص تطمح فيما تطمح إليه، «إلى استعادة فلسطين استعادةً رمزيّة من خلال الكتابة.ولذلك فنحن نرى وجود الحالة الفلسطينية كمحور رئيس في القصص، فيما نرى المخيّلة، وهي تعمل بأقصى طاقتها، لاعادة نسج الحلم بالعودة إلى فلسطين من جديد».
من جهتها قالت د. النجار: كتابي «عزوز يغني للحب..»، تجربة جديدة أخوضها في توثيق ما يتعلق بالفلسطينيين تحت الاحتلال ومعاناتهم وأمالهم للتخلص من هذا الواقع المرير الذي طال أمده»، مشيرة إلى أنها في عملها هذا تجرأت وخاضت أسلوبا جديدا، حيث اختارت أحداثا في جلها حقيقية، كما أختارت صورا للمعاناة الفلسطينية تحت الاحتلال، بالاضافة أوثق الأمثلة عن الانسان الفلسطيني الصلب الذي يتحدى الجلاد وهو مصر لاستعادة فردوسه المفقود.