إسرائيل منذ البدء لاستعمار فلسطين ولليوم تحرص على العمل بشكل منهجي ، للوصول لأكبر عدد ممكن من اليهود في الداخل وفي التجمعات اليهودية في العالم وخاصة في أمريكا لتنشط وتعزز بناء وتسمين المستوطنات بدعم معنوي ومادي . لم تكتف بذلك فقد أصبحت تعتمد على الجماعات اليهودية وبكل وقاحة لتهويد المسجد الاقصى ،حلمها الذي تعمل على تحقيقه . تعود إسرائيل من مدة لأخرى للتركيز على خرافاتها الدينية ، تشحذ همم ومعتقدات جماعة ما يسمى “بالهيكل “ ليتحركوا من أجل تحقيق الهدف وعلى حساب الفلسطينيين .
يلاحظ أن أسلوب العمل الذي تقوم به الجماعات اليهودية يتنوع ومنها الاستفزازات وبطريقة “ فزعات “ . تنشط المجموعات اليهودية كلما قتل مستوطن يعيش على أرض الفلسطيني الذي يرفض ذلك ، وكأنهم يبحثون عن سبب ليقوموا باعمال استفزازية . يبنون المستوطنات ويريدون الفلسطينيين متفرجين . فقتل مستوطنة في كريات أربع على أراضي الخليل مؤخرا ، وقتل خاخام متطرف ينكر حق الفلسطيني في أرضه ، ما فتح شهية المتطرفين لمتابعة تحقيق أحلامهم التلمودية للنيل من المسجد الاقصى .ابتدعت العائلة الاستيطانية وسيلة جديدة وبكل وقاحة وهو إقامة طقوس دينية تأبينية لابنتهم في المسجد. هذه المرة تطالب عائلة المستوطنة التي قتلت بان يسمح لهم بإقامة الطقوس التلمودية الخرافية ليس في باحات المسجد ، بل في داخله حيث يصلي المسلمون ركعاتهم الخمس كل يوم . وقد لا يوافق نتنياهو علنا ، إلا أنه يوافق على اعمالهم الاستفزازية لخدمة سياسته. بدأت جماعات الهيكل بدعوة اليهود لاقتحام المسجد الاقصى ، وهي ليست المرة الاولى . ولعل هذا يعزز سياسة نتنياهو وحكومته لتحقيق الاهداف اليهودية والصهيونية معا .
وقد لوحظ مؤخرا أن الدعوة في أوجها لمن يتابع وسائل اعلامهم التقليدي والجديد . فالاعلام كما هو معروف أحد وسائل القوية التي تجمع يهود اسرائيل المحتلة من يهود ومناصرين ومدى التأثير على الرأي العام العالمي وتشويه الحقائق . والحقيقة أن اسرائيل ماضية باقامة المشاريع الاستيطانية الجديدة في القدس شمالا وجنوبا مثل مستوطنة “راموت” التي قررت الحكومة مؤخرا اقامتها شمال القدس وضمها إليها . هذه الحقيقة لا تبرزها وسائل الاعلام الاسرائيلية للعالم كنشاط استعماري متواصل لتبديل أهل البلد بالمستوطنين . بالاضافة فإن فتاوى الخاخامات مؤخرا وبكل وقاحة اجازت للمستوطنين تسميم مياه شرب الفلسطينيين لتهجيرهم أو قتلهم . ولعل مثل هذه الأخبار والحقائق ما يضيف للمعاناة الفلسطينية تحت الاختلال ، والتي تحاول اسرائيل إخفاءها . كما إن محاولة الصاق الارهاب بالاسلام هو وسيلة أخرى من الوسائل الاسرائيلية للمتطرفين العنصريين ، لتبرير الاعتداء على المسجد الاقصى ، أو اي مسجد يمارس فيه المسلمون شعائرهم الدينية .
والحقيقة أيضا ، أن الاعلام العربي التقليدي والجديد ، ما يزال غير قادر الوصول الى الرأي العام العالمي للدفاع عن مقدساته ، ونفي صفة الارهاب عمن يمارس حقوقه الانسانية والدينية . هذه المشكلة قديمة جديدة ، وقد استبشرنا خيرا بها عندما أخذت الفضائيات العربية تتوالد وتنتشرفي الفضاءات لتصل العالم لتغير الصورة القبيحة عن العرب والمسلمين . مع الاسف ما زالت وسائل الاعلام الاسرائيلية والغربية المتحيزة الطاغية والرافضة للحقائق الايجابية وتزوير التاريخ عن حق الفلسطيني بالعيش في فلسطين وطنه الأصلي .
وكما نرى اليوم ، هناك موجة جديدة من الاستفزازات اليهودية المتطرفة للفلسطينيين مستمرة ، تباركها حكومة نتنياهو بالسر والعلن لتستمر بانتهاكات القانون الدولي والقرارات الشرعية . منظمات الهيكل وبعلم الشرطة والحكومة تعمل لرفع وتيرة الاستفزازات التي لن تحل مشكلة التعصب الاعمى ، ولا ايقاف هذه الاحلام الخرافية للمتطرفين لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الاقصى ، ولا ايقاف بناء المستوطنات على انقاض البيوت الفلسطينية المدمرة لكي ينسوا.فالحل دون شك هو انهاء هذا الاحتلال الجاثم على الارض الفلسطينية و الماضية اسرائيل بتهويدها والعالم يتفرج . !!