بادرت  نخبة من الكتاب والأكاديمين والنقاد المحترمين  ومن طلبة  سابقين،الاحتفاء  بالأستاذ  الدكتور إبراهيم السعافين أستاذ النقد الحديث بالجامعة الأردنية سابقاً تكريماً  يستحقه . . والجميل أنه يجيء في هذا الوقت من الزمن الذي اختفت فيه الكثير من القيّم الأخلاقية المحببة والتقدير الحقيقي للانسان وانتاجه   . وقد جاء التكريم الذي شارك فيه خمسين كاتباً باصدار كتاب يضم دراسات ومقالات تبين انجازاته الثمينة كونها مادة علمية وإبداعية متنوعة من الأجناس الأدبية، بالإضافة للتذكير بمؤلفاته لمن لم يطلع عليها من قبل، من، فنون الشعر والرواية والنقد والمسرح والقصة القصيرة .

الاحتفاء الذي تم في مؤسسة شومان بالامس القريب،  كان بطريقة جميلة، وهي  إهداء هؤلاء الكتاب للسعافين في عيد ميلاده السبعين  كتاباً يحمل فكره وقلمه وعواطفه في مسيرة حياته النشيطة .أجدها أثمن هدية لأنها تحمل جزءا من حياته وحياتهم  يلتقون فيها في الحياة الفكرية والعملية والابداعية، و هي أيضاً هدية لكل منا فشكراً لهم ممثلين بالاديب جمال المقابلة الذي حرر الكتاب الجميل الموسوم “ يشرق من كل أفق “ .  فالعنوان الشاعري المميز، جاء في إحدى قصائد السعافين  في ديوان “ حوار الحكايات “  الصادر 2013، وفيه تفاؤل نحن بحاجة له : “سيشرق نجم من الشرق / قالوا من الغرب / لا فرق/ قلت : سيشرق من كل أفق وفي كل واد “ . ولا أجد أجمل من هذا المغزى .  

  حدث هذا التكريم  بالأمس القريب في زمننا الحالي هذا الذي نسيّ فيه الكثيرون  ما كان للمعلم والمدرس والأديب والشاعر والكاتب والمبدع  من منزلة رفيعة في المجتمع .  يختلف هذا عن  زمن  اليوم حيث  كثر الكتاب والمبدعون والشعراء، وفي كثير من الأحوال تساوى أو” ساوى البعض “ النيئ  والناضج فاختلفت خصوصية الطعم واللون من حلو وحامض  ومر أحياناً . و في هذا الاحتفاء شعرت  أن تعب الدكتور السعافين في الانتاج والعمل لم يذهب هباء،  والمشاركون في تقديمه يثيرون قضية هامة، تشجع البعض للاستمرار، والرقيّ بالانتاج أو توقف البعض، ليتعلم  من الرواد الناجحين  . العجلة  أخذتنا في عالمنا سريع التغير إلى مناخات  متخبطة بحيث يختلط الأمر على الكثيرين، في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية .

 أهمية هذا الاحتفاء بأستاذ مبدع عمل باخلاص على بناء قدراته المميزة، حتى وصل هذه الدرجة من التقدير من الجميع . ولعل قول الشاعر “ قم للمعلم وجه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا “ هو نتاج أيام كان للمعلم والمدرسة مكانة عالية لا تتأتى  بالصدفة أو بالوساطة . بالاضافة الى مجتمع وإن كان أقل فقراً في الوسائل المادية، إلا أنه كان أكثر ثراءً عند  المميزين الذين كتبوا وانتجوا ما يفيد الناس، ويحترم القدرات الانسانية، والعلاقات بين الكبير والصغير والاستاذ والطالب .

 يبحث الشباب اليوم عن مبادرات لكي يحققوا ذاتهم، في زمن الضياع، ولعل هذا الاحتفاء الذي جمع الأجيال المتواصلة في الفكر والابداع، لهو بادرة جميلة و مثل، يحتذى لكي يشعر الإنسان بالرضا، عندما يقدر من يستحق التقدير .  بالإضافة لعل المسؤولين الكبار أيضاً يقدرون الانسان على ما قدم ويقدم، ليظل مثالاً للمخلص في عمله وانتاجه الذي يستحق أن يظل “ يشرق من كل أفق “ . تحية للدكتور السعافين ورفاقه على إهدائنا هذا الكتاب القيّم .

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment