الدكتوره عايدة النجار باحثة وكاتبة في القضايا السياسية والاجتماعية، حاصلة على درجة الدكتوراه في الفلسفة ( كلية وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري )، جامعة سيراكيوز- نيويورك. عملت على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي، في مشاريع برنامج الامم المتحدة في نيويورك وروما واليمن. صدر للدكتورة النجار العديد من الابحاث والدراسات المنشورة في الاعلام والقضايا السياسية والاجتماعية ومؤخرا أصدرت كتابا توثيقيا حمل عنوان ( صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن (1900- 1948).
“الدستور” التقت د. عايدة النجار وحاورتها حول كتابها الجديد واهمية التوثيق في العمل الصحفي ودور الصحافة العربية في ظل غياب الحريات في الوطن العربي:
برأيك الى اي مدى يفيد العمل التوثيقي الصحفي، وخاصة ان كتابك ” صحافة فلسطين” حمل كل هذا الجهد؟ وهل استطاع ان يؤرخ لفترة مهمة من تاريخ فلسطين؟.
كما ارى لاقى كتابي قبولا واهتماما لانه اعتمد التوثيق، وانا سعيدة لذلك كون التوثيق في مثل هذه الموضوعات الجادة وخاصة القضية الفلسطينية يعطي مصداقية وموضوعية، فالعمل التوثيقي يعزز الحقائق ويحافظ عليها من التحريف والتزوير خاصة بعد ان تصبح جزءاً من التاريخ ويرحل من عاشها في الفترة التاريخية كما هو الحال مع القضية الفلسطينية.
وهناك اهمية خاصة بضرورة توثيق القضية الفلسطينية من كل جوانبها، كما فعلت في توثيق الصحافة الفلسطينية والحركة الوطنية في نصف قرن وهي من اهم واخطر الفترات في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الصهيونية والانتداب البريطاني، وتأتي اهمية هذا العمل لاني عدت في التوثيق لمصادر ومراجع متنوعة وليس فقط الكتب لان بعض المصادر متحيزة كتبت من قبل كتاب متعاطفين مع الصهيونية يحاولون اخفاء الحقائق باسلوب رصين، وقد استعملت المصادر العامة وبعض المذكرات المنشورة والمصادر الاولية كالمقابلات لمن عايشوا جزءا من تلك الفترة التاريخية، واعتمدت بشكل مكثف على الصحافة نفسها حيث اعتبرتها وثائق هامة ومرآة تعكس حياة الناس ونضالهم. وقد اهتم الباحثون مؤخرا بهذا النوع الذي استعملته عام 1975 عندما كتبت اطروحة الدكتوراه ولم تكن الصحف متوفرة في المكتبات الامريكية آنذاك، ان عملي هذا يهدف لكشف حقائق قامت الصحافة بتسجيلها وكشفها وهي علاقة بريطانيا مع الصهيونية ومع العرب والمعاناة التي عاشها الشعب بكل طبقاته والوقوف في وجه الصهيونية واليهود الذين سرقوا الاراضي، كما يؤرخ ويشير الى ان لفلسطين شعبها وارضها وليس كما حاولت الصهيونية تصويرها للعالم ” ارض بلا شعب لشعب بلاارض ‘’.
يمتاز كتابك ”صحافة فلسطين” باهتمامه الكبير لحركة التحرر الوطني في فلسطين في تلك الفترة، ماهي الاسس التي اعتمدت عليها في دراستك؟.
لقد رصدت التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لفلسطين من اواخر القرن التاسع عشر وحتى العام 1948 وربطتها مع التطورات الثقافية ومنها الصحافة من حيث الكم والكيف ودورها وتأثيرها وهذه المنهجية تستعمل في الدراسات التاريخية السياسية وبالطبع كنت اقوم بالتحليل مع ربط ذلك بالحركة الوطنية، كانت الحركة الوطنية من عمل كل طبقات الشعب من عمال وفلاحين ومثقفين، وجاء التحليل لكشف التناقض بين الطبقات وانصار المستفيدين، وحركات التحرر الوطني عادة لا تفرق الابين الانسان السلبي والايجابي او الشريف او الخائن. وقد اعتمدت في الدراسة على اجندة الصحافة واولوياتها وتحليل ونقد مضامينها باسلوب تقريري ورصدت مواقف الوطنيين الذين ناضلوا في وجه الغزاة والمستعمر الانجلوصهيوني، وكما بينت معاناة الشعب ووحشية المستعمر ومعاناة المعتقلين في السجون ومن بينهم الصحافيين والكتاب ورؤساء الاحزاب والقادة السياسيين، بالاضافة الى تهاون بعض القيادات بحكم تكوينها ومصالحها وعدم ايمانها الكفاح المسلح.
قياسا للفترة (1900- 1948 ) كيف ترين حال الصحافة اليوم؟ وما هو دور الصحافة في ظل غياب حرية التعبير؟
كان للصحافة العربية دور مهم منذ اواخر القرن التاسع عشر ولعبت ايضا في ايقاظ الروح الوطنية واليقظة العربية، بالاضافة لاحياء اللغة العربية، إلا أن الصحافة عانت من القوانين العثمانية، الا ان الصحافيين كانوا يتحدون السلطات ويعبرون عن آرائهم ومشاعرهم مما عرضهم للسجن او حتى الموت، واستمر قمع الصحافة في مراحل تطورها وخاصة بعد العام 1929 ووضعت قوانين اكثر شدة عام 1933 وظلت حرية التعبير محكومة من رقابة السلطة الا ان الصحافيين الشرفاء كانوا يتحدون السلطات ويتحدون اعداءهم من الكتاب والصحافيين المساندين للحكومة والصهيونية.اما الصحافة اليوم رغم تطورها واتساع انتشارها، ولها ايضا الدور الفعّال، وكما نرى كم سقط من الصحافيين ضحايا للكلمة وكم زج بهم في السجون لأنهم لا يهادنون ويبحثون دائما عن الحقيقة. ان مبدأ قمع الحريات بالقوانين وغيرها اساليب تقليدية وموروثة ولازالت تستعمل لليوم في زمن متغير ولكن لأن الشعوب اصبحت واعية، لم يستطع الاعلام العربي ايصال الحقائق لعالم كما ينبغي بسبب عدم حرية القول او التعبير بل لاسباب سياسية كطمس الحقائق وعدم وضوحها.
انت كاتبة مقالة، كيف تنظرين الى المقالة الثقافية والسياسية، واين تجدين نفسك؟
انا باحثة وكاتبة مقالة في نفس الوقت فكاتب المقالة عليه ان يتوخى الدقة في جمع المعلومة وتحليلها وللمقالة رسالة وجمهور وهدف، لذلك اجد نفسي في السياسية وايضا في الثقافة الى جانب القضايا الاجتماعية، اما المقالة الادبية فأتناول بها القضايا الثقافية والاعلامية بطريقة ممزوجة بجرأة وباسلوب ادبي.
عمر ابوالهيجاء