في الذكرى السبعين للأمم المتحدة العاشر من هذا الشهر تتجلى ممارسات إسرائيل الاستعمارية وهي تصاعد تغولها ضد الفلسطينيين القابعين تحت احتلال لئيم..قام المستوطنون المسعورون في الايام القليلة الماضية باعتداءات على أماكن مختلفة من فلسطين المحتلة وبشكل محموم يدل على مدى تخوفهم من صلابة الفلسطينيين للدفاع عن أراضيهم واسترجاع كل شبر مسروق. اسرائيل لليوم، لا تستوعب أن للفلسطينيين الحق بمحاربة من سرق وطنهم، ولا يعترفون بحقهم في المقاومة وبشتى الوسائل المشروعة، كما لا يعترفون بكل القوانين الدولية وقوانين ( حقوق الانسان ) وما جاء فيها من حقوق الفرد والجماعة في حياة حرة كريمة في أرضه ووطنه.
ردود فعل مجنونة أظهرتها ميليشيات المستوطنين، على أثر عملية « مستوطنة عوفرا « القريبة من رام الله، ونجاح المقاومين في قتل المستوطنين الغزاة الذين لا يكلون وهم مستمرون بمزيد من سرقات الارض وفي جميع المناطق الفلسطينية المحتلة. ولعل العدو لا يرى ولا يتذكر ما يقوم به من أعمال استفزازية واجرامية في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الأبرز من أجل تهويدها، وهدم السجد الاقصى وبناء الهيكل لمزعوم علي انقاضه. هذه النوبات ضد القدس مستمرة بشكل اصبحت عملها الدائم على المستوى الصهيوني المحلي والعالمي، لتصبح» العاصمة الابدية «كما هدفهم. لا يقتصر هذا على القدس وأماكنها المقدسة، بل مستمر في الخليل ومحيطها، للعبث أو الاستيلاء على الاماكن المقدسة، ومنه المسجد الابراهيمي وقبر موسى وغيرها. هذه الاقتحامات هي تتمة لعمل ممنهج لتنفيذ السياسة العنصرية التي تتبعها إسرائيل، بواسطة المستوطنين في عز النهار وبتشجيع من قوات الاحتلال.
عملية عوفرا الجريئة، تعيد للفلسطينيين الأمل والقوة والايمان بأنه» لا يضيع حق ووراءه مطالب. إسرائيل اليوم بعد العملية تقوم « بالجري وراء» كاميرات التصوير « التي أصبحت في كل بيت ومكتب رسميّ في الضفة والقطاع لتسجيل ما يجري في الواقع. فقد أصبحت الصورة التي توثق الحدث قنبلة ومدفعا ورشاشا، تخيف إسرائيل،لانها تفضحه امام العالم، بعيونها التي لا يمكن تكذيبها، فهي تنقل الواقع، عن شجاعة المقاومين الفلسطينيين، وجبن ووحشية المحتل، بالاضافة لكشف السياسة العنصرية والتخبط الذي تعيشه إسرائل هذه الايام. إسرائيل ماضية في سياستها الممنهجة بدعم من ترمب ليس فقط السيطرة، على فلسطين المحتلة، بل على المنطقة بكاملها وهي ترتب الأمور في صفقات ظاهرة ومخفية، تلخصها « صفقة القرن « التي كشفت مبكراً، خوفاً من الإصرار الفلسطيني على التحرر من المستعمر الجديد.
من أجل لجم وأيقاف التصعيد الخطير الذي تقوم به إسرائيل، لا بد أولا للعرب أن يعرفوا ويعودوا للفهم السليم، أن إسرائيل هي عدوة العرب جميعاً وليس الفلسطينيين فقط وبعضهم اليوم يطبطب على ظهرها، بدعم قوي من أمريكا التي تبحث عن أحلاف و خرائط جديدة للمنطقة، لكي تصبح إسرائيل بسلاحها الأقوى والذي تستعمله كيفما تشاء ضد كل من» يقول لا» لها.
لا بد من المجتمع الدولي وعلى رأسه الامم المتحدة من اتخاذ مواقف أكثر جدية وعدالة واحترام حقوق الانسان وقرارات الامم المتحدة التي ما زالت الايدي تُرفع للتصويت عليها أمام العالم المتحضر والتي تشير الى حرد وابتزاز أمريكا للعالم متناسية معنى حقوق الإنسان الفلسطيني وهي، تقوم بقطع المعونات عن الاونروا، واليونسكو، وعدم احترام قرارات محكمة العدل الدولية وتخويف المنظمات الانسانية الداعمة للفلسطينيين. فهل من مجيب في عالم يبدو فاقداً لوعيه؟.