تناولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة تحمل وتلخص دور المرأة الفلسطينية في النضال ضد الصهيونية والاطماع الاستعمارية في القدس. صورة فعلاً يجب أن تدرس في جامعات العالم كدرس في منهاج وسائل الإتصال والاعلام. إنها صورة فعلاً « تساوى ألف كلمة» كما تعلمنا وهي أوضح مثال يحمل الحقائق عن أدوات النضال الفلسطيني بكل مكوناته ضد الاحتلال الاسرائيلي. تأتي هذه الصورة أو النشاط النسائي الفلسطيني في وقت عصيب وقد أصبح عمر النكبة أكثر من سبعين عام، بعد أن أجبر أهل فلسطين النزوح من أرضهم التاريخية،و بعد تخطيط متواصل للصهيونية و منذ وعد بلفور 1917، لاقامة» دولة «لا بل قبل ذلك عندما اختارت الصهيونية فلسطين لتكون حلمهم الخبيثللستيلاء على المنطقة بشكل سرطاني مبرمج.
صورة نضالية للمرأة التي تبدو» تقليدية « بلباسها الحجاب، نساء يحملن طناجر ما» طبخن « من أطعمة ؛ الورق دوالي، والمقلوبة الأشهر بين الأطعمة التراثية الفلسطينية التي تعلمتها النساء من الأمهات والجدات، وأتقن صناعة الوان الطعم والرائحة المعتقة برائحة فلسطين التي يناضلن من أجلها بكل الوسائل. ولعل هذه الصورة تذكر بنضال المرأة مع الرجل منذ البداية.
طناجر النساء ورائحة ما «دلقن « في الصواني في القدس مؤخراً وهن يرابطن بالقرب في بالقرب المسجد الاقصى بشجاعة متحديات كره وسلاح الجيش الاسرائيلي البشع. أصبح الطعام أصبح أسلوباً وثقافة وطنية يوضح للعالم مدى ارتباط الفلسطيني بالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية التي يعملون للحفاظ عليها وللحفاظ على مقدساتها الاسلامية والمسيحية. النشاط النسائي وعمل المرأة «كأم وزوجة وربة بيت» فقط، كان للكثيرات صفة ملازمة، تغير ليصبح أداة مقاومة، ووسيلة تحد ٍ. مقلوبة النساء وورق الدوالي باللحم والطعم البيتي، طبخنه بالعرق والحب والإيمان الديني والاجتماعي والسياسي، يقدمنه للمناضلين والأسرى في السجون، ولكل بيت وأمام العالم بواسطة الصورة التي أصبحت تغيظ إسرائيل وهي تحمل الرموز والمعاني والعمل العام المثمر.
عملت المرأة الفلسطينية في الحركة النسائية وشاركت مبكراً في الحركة الوطنية ؛ رفضت وعد بلفور تحت الاستعمار الأنجلو صهيوني تحت الانتداب البريطاني، اشتركت في المظاهرات وقامت بنات القدس عام 1921، بالتصدي مع لونستون تشرتل رئيس وزراء بريطانيا عندما استفز الجماهير وهو يمجد قتلى الصليبين واليهود أثناء زيارته للقدس. قامت نساء القدس بنقل الجرحى الى المستشفيات وتضميد الروح نتيجة الاعتداءات على المشاركين. وشاركت المقدسيات في نشاطا تاريخيّ على إثر هبة البراق 1929، وأنشأن أول مؤتم لنساء فلسطين، في القدس حضرته 300 إمرأة من المدن الفلسطينية المختلفة. رغم التحديات، سرن في المظاهرات بالحجاب والبرنيطة والفساتين جنباً لجنب و تحدين المندوب السامي، ورفضن» شرب القهوة» عندما اجتمعن معه غاضبات رافضات السياسة الاستعمارية. ولعل رشق الرجال لسرب النساء الوطنيات بالورود وهن يجبن شوارع القدس بالسيارت ما يشير للترحيب والتشجيع والتكريم للمرأة الأم والزوجة وربة المنزل بالإضافة للعمل السياسي بشتى الوسائل. واستمر العمل الوطني والسياسيي حيّاً وازداد قوة وهي تشارك في الثورةالفلسطينيةالمجيدة 1936 واصبح نشاطهن مميزاً وقد اشتركن في» أول مؤتمر نسائي في التاريخي من أجل فلسطين 1938 « في القاهرة بدعوة من هدى شعراوي زعيمة الحركة النسائية في القاهرة..
لم يتوقف النشاط الفلسطيني حتى يومنا هذا رغم ما يحيق بالقضية الفلسطينية من مزيد من التعقيدات و من ظلم للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفي الشتات، من جراء السياسات الصهيونية والأمريكية التي أصبحت واضحة ومخفية للقضاء على ما تبقى من أمل و التمسك بفلسطين وعاصمتها القدس وإن تحالف المتصهينون مع الإستعمار الجديد، غير مبالين بحق العودة وإعادة الأرض المسروقة بكروم عنبها وورق الدوالي الاخضر الذي أصبح سلاحاً ضد العدو بطعم خاص من صنع النساء الجميلات.. فالف تحية لهن…