في محاضرة دسمة غنية بالمعلومات والمشاعر لوزير الشباب والثقافة د. محمد أبو رمان في منتدى شومان الثقافي، توسع فيها عن «الشباب» والتحديات. كان الأهم هو تفاعل الجمهور المقف من الشباب الذي عبّر عن أرائه بأسئلة وطروحات ومداخلات تؤشر لجيل جديد افرزته التطورات الاجتماعية والسياسية والثقافية المعاصرة ، ليس فقط في عمان، بل في العالم الواسع والذي سميّ» بالقرية الصغيرة «.

 في عالم اليوم تركز الدول والمؤسسات المجتمعية على شريحة الشباب أو انسان المستقبل وبأساليب جديدة توصله الى توطيف التطورات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ومنها أهمها، في عالم المعرفة وأدواتها التكنولوجية. ولا شك أن المعرفة في أ ي مجتمع محدد لا تنمو من فراغ ولا بد أن ترتكز على سياق اجتماعي وثقافي وتاريخي له خصوصية. حماس الشباب في مجتمعنا وتأثره بالعالم سريع التغير والعجلة للحاق بالعالم المتطور الذي يصنع الألة ويوظفها مؤشر ايجابي هام للتنمية والتغير، رغم المعيقات التي تواجهه في الصمود امام مشكلات الوحدة الثقافية الكونية وتعدد الثقافات و الحضارية بالاضافة لمشكلة « «الحضارة الشخصية « التي تحمل الهوية والانتماء.

 اكتساب المعرفة اليوم للشباب، لا يأتي بالحماس فقط بل في خلق الرغبة في انتاج مناخات تؤهله أن يصبح جديراً بانتاج القيم المؤدية للتفاعل والابداع وتطوير الشخصية القيادية التي تساهم في تمكين الافراد. ولعل مناقشة د. أبو رمان هذا الموضوع وجها لوجه مع الشباب المتحمس في محاضرته ما أكد على أهمية وضع الخطط والاستراتيجيات المتكاملة الواقعية وبعيدة المدى للجهات المعنية وضرورة العمل المتكامل. وفي هذا السياق، لم يتلكأ المسؤول عن تقبل رأي الشباب بالقاء الضوء على المعيقات. فبصوت مسموع عبر بعض الشباب عن السلطة السياسية التي تعمل على تدعيم النمط المعرفي والعملي الذي ينسجم مع توجهاتها وأهدافها وهي بالضرورة تحارب الأنماط المعارضة وقدموا أمثلة شخصية وجمعية الواقعية وما تتعرض له الحريات من معيقات.

 وفي هذا السياق يتبين عدم الاستقرار السياسي في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام على فقد الحريات الفكرية والسياسية، مما خلق مشاعر الخوف والتردد للتفاعل مع الاحزاب السياسية التي كما يبدو سقطت جاذبيتها بينهم بسبب عدم الثقة بها. ولعل الشكوى من عدم وجود الفرص الاقتصادية التي تؤمن الأمن المعيشي والنفسي للشباب ما كان من أبرز المعيقات التي تبطئ مواصلة التسابق للحاق بمجتمع المعرفة الذي أصبح حلم الشباب والمنافسة في مبادراتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية..

تأتي هذه المحاضرة في وقت يمر التعليم فيه بمشكلات وتحديات لا يمكن تجاهلها و من أهم مسبباتها الحالة الاقتصادية والمعيشية التي تؤثر على المدرسين والطلاب بالإضافة لجودة التعليم.فلا يكفي أن يكون هناك حماس للابتكار او العمل الجمعي والمؤسسي أو الفردي الشخصي، دون تعزيزه بتمكين علمي ونفسي واجتماعي مستمر قويّ.

  ولا شك أن مثل هذه اللقاءات بين المسؤول والشباب لها تأثير فاعل، إذا ما كانت بشكل متواصل، لتعزيز نسق حوافز جمعية تعلي من شأن المكتسبات وتوظيفها في المؤسسات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية من أجل بناء الإنسان. الشباب مرحلة ليست ثابتة ولم تأت بشكل مفاجئ، فهي امتداد لمراحل العمر منذ الطفولة وحتى الشيخوخة. كل الامنيات أن يتمكن هذا الشباب الجميل المتحمس لتوظيف قدراته ومساعدته للمشاركة في عملية صنع الإنسان الذي نريد، قبل أن يفوت الأوان.!!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment