تصريحات نتنياهو المسعورة بنيته ضم غور الأردن حتى شمال الأردن، والضفة الغربية من النهر، لم تكن مفاجأة للكثيرين وإن كانت تبعث على الحزن والأسى لتزيد الاستهتار بفلسطين والعرب بينما المحتل يقوم ببلع ما تبقى من فلسطين بشكل متواصل والحلم بالتصرف بالاراضي العربية كا يشاء.. ليس غريبا ً أن يستمر نتنياهو وسياسته الاستعمارية بالتلاعب بالجغرافيا والتاريخ الفلسطيني والعربي كما يحلو له ولزمرته. بتصريحاته يبدو نتنياهو غير خائف من المستقبل، ولكن الحقيقة أن تصريحاته التي يوقتها مع الانتخابات تشير الى خوف دفين من الحاضر والمستقبل.

نتنياهو يتصرف وفق الاستراتيجية الصهيونية التي وضعت منذ المؤنمر الصهيوني الاول في بازل 1897من أجل تحقيق إقامة الوطن القومي وتطبيق خرافاتهم. فسياسة ومنذ رئاسته وزعامته الحزبية، كانت ملتزمة بالاستيلاء على أوسع مساحة من الجغرافيا الفلسطينية وجلب يهود العالم لفلسطين، ليأكلوا العسل. فمنذ ذلك الناريخ وقبل وهم يحاولون تغيير التاريخ والجغرافيا و يسرقون مساحات أكبر من تلك الاراضي التي استولوا عليها منذ 1948 وقد أصبح أصبح هذا واضحاً وهم لم يتوقفوا يوماً من فعل ذلك.

 فبناء المستوطنات وتوسيعها، كما بناء الجدران العازلة وأساليب الاستفزاز المستمرة بدخول المستوطنين باحات الحرم الشريف في القدس، كما المسجد الإبراهيمي في الخليل، تشير لذلك بالاضافة الى نواياهم لتزوير التاريخ بمواصلة العبث بالمعالم الدينية والتراثية والمعمارية التي تحمل الهوية الفلسطينية العربية. أعمالهم هذه تكشف وتؤكد على نواياهم بهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم، أو هدم البيوت في سلوان الملاصقة لأسوار القدس من أجل إقامة» مدينة داوود « التي تنسجها خرافاتهم كما هدمهم للمدن والقرى الفلسطينية خوفاً من التاريخ المسكون بحقهم بها..

 اليوم وبوقاحة المستعمر ينوي نتنياهو ضم 1622 كيلو مترا مربعا أي 28 % من مساحة الضفة الغربية لتوسيع الأراضي المسروقة لبناء المستعمرات القبيحة. يبنون أمام أعين العالم مستوطنات لأناس غرباء ليأخذوا بيوت وأراضي الشعب الفلسطينيى صاحب الجغرافيا والتاريخ منذ آلاف السنين.

 إسرائيل لم توقف يوماً أحلامها بسرقة المزيد من الأرض بالاضافة ، لسرقة التراث الذي تعمل على طمسه مثل الطعام والملابس والحياة الاجتماعية من تعليم وثقافة وعادات وتقاليد، وحياة كانت عامرة ومتطورة سجلها التاريخ.

نية نتنياهو وتصريحاته الأخيرة الاستفزازية غير القانونية ولا الانسانية، التي يصرح بها هي شخصية واستراتيجية في نفس الوقت من أجل أن يعود للرئاسة، وخوفاً من ظلام السجن الذي سيزج به إذا فشل بعد كشف المزيد من عن الزيف والخداع . نتنياهو مستميت لكي يغطي وسخه كما سياسته الانتهازية الكاذبة التي اعتاد عليها ولن ينفعه صديقه ترمب الذي يحاول مساعدته للعودة للحكم. ومع الأسف هذا وأكثر من أفعال نتنياهو وسياسته العنصرية لتمكين إقامة دولة إسرائيلية قومية تمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرضهم التاريخية والشرعية التي يعملون لإقامتها مهما طال الزمن.

ما يحزن ويدمي القلب أن هذا كله أصبح معروفاً للعرب الذين آمنوا في الماضي بالحق الفلسطيني في أرضه ووطنه، ليتغيرالايمان للبعض وتصبح القضية الفلسطينية مهمشة. بعضهم يحاول التمسح بالمستعمر وبأمريكا وهم يتفرجون على المهزلة وعلى المزيد مما يعاني منه الفلسطينيون في جميع الأراضي المحتلة وما يهدد من أمن العرب في المنطقة .
ليس غريباً تصريحات نتنياهو سواء نجح أم لم ينجح والأغرب والمخزي، أن البعض قد تنكر لتاريخ وجغرافية فلسطين، وهم ماضون في ذلك، رغم صلابة الفلسطينيين وتضحياتهم بالدفاع عن أرضهم المسروقة وهم ما يزالون يرشقون العدو بالحجارة ويموت أطفالهم ويسجنون مع المناضلين في سجون الاحتلال من أجل حقهم بالعودة لوطن حر جميل , الاستهجان إذن ليس تصريحات نتنياهو، وأنما هذا الضياع الذي يعيشه بعض العرب في المنطقة، وهم صامتون أمام العالم المتفرج على صفقة القرن ومهزلة العصر وهي في طور التطبيق..!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment