مع موجة الحر التي لازمت نوبة غضب حارة لمواصلة حرق الأطفال في فلسطين ، يستمر المستوطنون  بدعم من حكومة وعسكر اسرائيل بإشعال النيران في القدس . أنهم يقومون  باستفزاتهم الحديدة القديمة  بالاعتداء على المسجد الاقصى . فقد كشفت الصحافة الاسرائيلية  مؤخرا  مشروع  مخطط جديد  يهدف لتوسيع محيط القدس الكبير  بحجة تطوير  حارة المغاربة التي هدموها سا بقا تمهيدا لهذا المشروع الاستعماري ولتهويد ما تبقى من  القدس القديمة . وقد أعدت الشركة المقاولة للمشروع خرائطها التي تبين المعالم اليهودية المزمع اقامتها على 600 متر مربع . وسيبنون عليها الشقق والكنس لتكون الأقرب  الى المسجد الأقصى . وكانوا قد بنوا في السابق كنيسا عاليا ليحجب قبة الصخرة  عن الناظر من بعيد  .

اليوم يعتدي  اليهود على حراس المسجد الأقصى يعتقلون خمسة منهم بالاضافة الى اعتقال حارس المخطوطات التي عينهم عليها لحرقها أو سرقتها . وقد ارتفعت الأعمال الاستفزازية لمنع المسلمين من الوصول للاقصى وبأشكال متعددة . فهم يقومون  بمصادرة بطاقات أهل القدس أو زوارها من المسلمين ، ويعذبونهم أيما عذاب لاعادتها لهم بالتسويف والمعاملات غير الانسانية . مخطط  حارة المغاربة كان متوقعا ، ولكن الجديد هو  توقيت تنفيذه عمليا . وكانوا قد بدأوا فعلا بالعمل لتهيئة المستوطنين من قبل . فما استمرار القيام بالاستفزازات المستمرة ضد المسلمين ومنعهم من الصلاة في المسجد الاقصى ، بالاضافة للاعتداء على المرابطين والمصلين المتكررة إلا جزءا مدروسا للعملية المتكاملة .  ولعل أوسخ استفزاز ما قام به أحد هؤلاء الغزاة النازيين ،  بمحاولة أحدهم رفع العلم الاسرائيلي داخل الحرم الشريف . ولعل الحرائق التي يشعلونها  بواسطة من يدعون  بأنهم مجانين  كما في حرق مصلى  المسجد  عام 1968 ومذبحة المسجد الابراهيمي في الخليل  تذكر بأفعالهم وأفعال مجانينهم .

إن تصعيد  حرارة هذه العمليات الاجرامية  تأتي بدعم وحماية  الشرطة ، وكيف لا وكل شيئ مسموح لهم تحت احتلال يزداد وحشية كل يوم . وهم يقومون باشعال الحرائق في الأطفال والعائلات كما علي الدوابشة . ومن الملاحظ أيضا ، أن موجة الكراهية والتطرف أصيحت تغرق اسرائيل . وهناك بين الرافضين من الاسرائيليين أنفسهم  من  يرى أنها: “ علامة على أفول الدولة “ كما جاء في مقالة الون بن دافيد المنشورة في معا 2-8-  2015 . ولعل مقالة  جدعون ليفي في هآرتس “ جميعهم قتلة “ تعبر بشكل واضح عن تصاعد المشاعر الجنونية والكراهية المتواصلة . التي ستؤدي كما يقول وهو اليهودي ، أن “ هذه الاعمال ستخرجها من أسرة العوب “ ..

إسرائيل  وهي تسمح  لقطعان المستوطنين والعنصريين ، والمتعصبيين الكارهيين للديانات والمعتقدات الأخرى غير  دينهم وخرافاتهم ، تزيد الحرائق كل يوم  ، فالعنصرية ضاربة أطنابها  ضد فلسطيني 1948 ، وهم محرومون من حقوقهم تحت نظام وحشيّ يدعي الديمقراطية التي صدقها الغرب . لقد قامت إسرائيل منذ إنشائها زورا زبهتانا بالاستحواذ على الرأ ي العام العالمي ، ونجحت بخداعه لفترة من الزمن . إلا ان الحقائق وما قامت به من حرائق ومذابح على يد العصابات الصهيونية أخذت بالوضوح للدباحثين . وبهذا فصورة اليهودي القبيح اصبحت اكثر وضوحا تعززها صور جديدة أكثر بشاعة . ولعل صو حروبهم على غزة ما يضيف قباحة .

إن استفزازات  أهل  القدس أو من يحاول الدخول للصلاة  في الاقصى ،علامات وإشارات الى مزيد من موجة الكراهية  الصهيونية للعرب . ولعل  عذابات  المصلين في القدس  ومصادرة بطاقاتهم ، وارغامهم على المراجعة عدة مرات لاعادتها لهم  هي إحدى الشرارات لاشعال الغضب الذي يعبر عنه الفلسطينيون ضد الاحتلال ،  فهل سيسمح العالم المتحضر لهؤلاء المجانين والوحوش بمزيد من المذابح والحرائق  ؟

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment