حشدت مؤسسة شومان عدداً من الخبراء والمسؤولين  لمناقشة  موضوع “ البيئة “، وجاء هذا الاهتمام بمناسبة انطلاق فعاليات برنامج”  البيئة اليوم” الشعار الذي رفعه” المنتدى العربي للبيئة والتنمية “  والذي أعلن عنه د.عدنان بدران رئيس مجلس إدارة المنتدى مؤخرا في عمان .  أعلن عن  برنامج محاضرات ونشاطات توعية عبر وسائل الاعلام القديم والجديد ووسائل التواصل الاجتماعي خلال  الاشهر المتبقية من السنة وتناول جوانب البيئة المتداخلة، فلعل ذلك  يساهم في تعزيز أهمية العمل والتأكيد على  أهمية  الموضوع .

  وفي هذا السياق، موضوع البيئة جديد وقديم ،  ذلك لأن هناك مستجدات وتحديات يواجهها العالم ويتشارك فيها، بسبب زيادة عدد السكان، وتأثير عوامل البيئة المختلفة على نوعية الهواء والمياه والتربة، ونسبة تقلص الأراضي وتدهور الاستفادة منها بسبب انحباس الامطار، أو حصول الجفاف الذي يقتل الأرض، وبالتالي يتسبب في جوع وفقر الإنسان وقتله . ولعل المعلومات التي وفرها د، ياسين الخياط  وزير البيئة، والمعقبين على محاضرته القيمة  من الزملاءه المتخصصين من المسؤولين السابقين،. ما جعل للموضوع أهمية خاصة، كون المعلومات تناولت بشكل خاص  “ حال البيئة في الأردن: انجازات وتحديات  “ وهو موضوع واسع متشابك، لا يبدو بسيطاً لغير المتخصصين، مثل مواضيع الطاقة المتجددة، والاحتباس الحراري، والتنمية المستدامة،  ونقص المياه والغذاء، وغيرها، ولن أتناول في مقالتي القصيرة إلا المتداول بين الناس العاديين .

 من أبرز  ما نوقش مؤخراً في وسائل الإعلام التقليدية والجديدة  في الأردن،  بعد موجة برد عاتية،  موضوع الاعتداء على الأشجار والغابات  فهذه الظاهرة خطيرة  كونها تنكل بالثروة الحرجية بشكل عام . وقد لوحظ استمرارية التنكيل بالاشجار من” حرامية الحطب “ لتكون  مصدر رزق “للطاقة “ للفقراء الذين يبحثون عن التدفئة في ليالي البرد القارس ولما لها من مضار أيضاً على الصحة . وفي السياق نفسه، فإن تلوث البيئة، من الناس الذين  يستمتعون بطقس جميل في الربيع تحت الاشجار الحرجية،  فالكثيرون يعملون على إهانة الغابة بترك أوساخهم تذريها الرياح وتسبب في الأمراض وتلوث البيئة .

 مظهر آخر لتلوث البيئة، هو نبش الحاويات، في الشوارع العامة، بشكل غير حضاري، للبحث عن  بقايا الطعام أو الخردة للاستفادة منها من الناس” الاقل حظا  “ كما يحب البعص تسمية الفقراء، الذين يتوافدون على مناطق الأغنياء بحثاً عن” الغنائم “ .  وقد يكون من الممكن مساعدة هؤلاء المهمشين في الحياة من تحقيق بعض طموحاتهم، وهو إيجاد حاويات بألوان مختلفة توضع بها المواد الممكن الاستفادة منها  وإعادة تدويرها، مثل حاوية للعلب الفارغة، وآخرى للمواد البلاستيكية، وثالث للورق والجرائد، وكما هو معمول به في المدن المتقدمة .

 كما ذكرت موضوع البيئة موضوع قديم جديد، لا بد من أخذه بجدية اكثر من السابق، كونه متشابكا مع العوامل الصحية والتعليمية والثقافية والعلمية، بالاضافة للحياة المعيشية والسلوكيات . وأرى أن حملات التوعية التي تقوم بها الجهات المعنية المتكاملة، لا تؤتي أكلها إلا بجعل البيئة وبخاصة ما يتعلق بها من سلوكيات، جزءا من حياة الفرد والجماعة في المجتمع  . ولا يكفي أن نظل نردد المفاهيم الجديدة من التنمية المستدامة، ودور المجتمع المدني والحكومي في حل مثل هذه المشكلات المعاشة .ولابد من وضع موضوع البيئة وسلوكيات الأفراد في المناهج المدرسية، ومنذ ما قبل الدراسة المنتظمة . بالإضافة لتثقيف العائلات على تنشئة الأطفال بثقافة متأصلة لكي يمتنعوا في الكبر عن قطع الأشجار  أو رميّ الأوساخ من شبابيك السيارات أو على الأرض، أو عدم الالتزام بالنظافة الشخصية، والمحيط الذي يعيشون فيه.

 موضوع البيئة يحتاج لتوعية مستدامة، بالإضافة لوضع التشريعات والاستراتيجيات البيئية في برامج توصل الرسالة بأسلوب ولغة ووسيلة يفهمها الجميع كضرورة شخصية، كما أنها ضرورة عامة، لعل وعسى ؟

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment