نجح د. عمر الرزاز في” التوجيهي” بتقدير ممتاز، ويحق له أن يحتفل هو “ وعياله “طلاب التوجيهي للدورة الشتوية للعام الحالي بفرح نديّ ومطر الخير يعم البلاد. انعكست جدية الوزير وثقته بالعمل لتحقيق بعض الطموحات بالتعليم في الأردن، على جميع المعنيين، بما فيهم الطلاب الذين لم يخيبوا ظن المعلمين، ولا الوزير المسؤول؛ ما يجعلنا ننتظر المزيد من النجاحات في وقت نحن فيه مقهورون مما يحيق بنا من مكيدات سيساسية في المنطقة.
سعدت بنتائج التوجيهي لهذه الدورة الشتوية رغم برودة الطقس؛ لأن النجاح دفأ قلوب البعض ممن كانت أصواتهم ترتفع من الباحثين، و المتخصصين والغيورين على التعليم. استجاب الرزاز، للتوصيات التي جاءت في الأوراق التي نوقشت بجدية وأخذ بطروحات وانتقادات البعض من أجل تطوير السياسة التعليمية التي بدت مستحيلة للمتشائمين. ولعل الاهتمام بمكتسبات” الثورة التكنولوجية “ وأذرعها التي أفرزتها العولمة من مهارات تقود الى مزيد من النجاح والابداع إذا ما استغلت.
كان لخلفية الرزاز العلمية والعملية الواسعة في رسم السياسات والاستراتيجات في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المستويين الدولي والوطني، ميزة عزز بها الامل أن بالامكان تطوير التعليم ومناهجه في الأردن بشكل يتلاءم مع مستجدات العصر التكنولوجية والانسانية. وبأسلوب إنساني دعى الطلبة للاقبال على الامتحانات دون خوف، ودعا بالأسلوب الديمقراطي بالتعليم، الطلاب الذين لم ينجحوا في الأعوام السابقة عليهم التقدم للامتحان، وبهذا طبق مفهوم التعليم للجميع مدى الحياة. أقدم الطلاب هذه السنة على الامتحان، بفرح ودون خوف حيث استطاع بالسياسة التعليمية الجديدة أن يقنعهم أن الامتحان ليس” غولا او بعبعاً “يخيفهم كما كان يخيف جيلنا، والأجيال المتعاقبة من الطلاب خلال العقود السابقة.
المواد التي درسها الطلاب كمتطلبات للنجاح في التوجيهي، تشير الى منهج يمكن أن يكون زاداً إذا ما استطاع” الناجح “ توظيفه في الحياة العملية الخاصة والعامة. اصبح اليوم يضم الذكور والإناث في دراسة الموضوعات التي كانت حصراً على الذكور مثل الفيزيا والرياضيات والكيمياء والاحياء والحاسوب. وهذه المواد توجه الطلبة الى التخصصات في مرحلة الدراسات العليا، وهناك ضرورة كبيرة اليوم للتركيز على تعليم الحاسوب من أجل بناء رأسمال معرفي، وهذا يتطلب ميزانية مدروسة تعمل على توفير أدوات المعرفة والاستفادة منها في تطوير تنمية متكاملة ومعارف جديدة.
لا بد من الوقوف عند المناهج مرة أخرى، لضرورة أهمية اكتساب المعرفة وتطويرها، أي تعلم استعمال البيانات والمعلومات، والارشادات، والافكار، والمناقشة والنقد وتوفير البيئة اللازمة لتطبيقها في الحياة العملية والنشاطات الانسانية، التي تؤدي الى المشاركة في الانتاج ولكي لا نظل مستهلكين كما نحن اليوم.
هذاالانجاز يقود لأمل لوضع نظام تعليمي قابل للاستمرار، يعزز المهارات والمبادرات، والتفكير النقدي الديمقراطي، الذي يحترم القدرات. نعم مبروك د. عمر الرزاز، هناك أمل لأصلاح جذري في المنظومة التعليمية، وأنت اليوم أثبت أن مقولة” الانسان المناسب في المكان الناسب “ صحيحة، ولك مني علامة 99 ، ممتاز، والى الامام.!