في هذا اليوم الذي تحتفل فيه نساء العالم بيوم المرأة العالمي المعمول به منذ 1857، والذي اصبح معروفاً للجميع للمطالبة بالمساواة في الصحة والعمل والحركة والحلم والامل لمستقبل أفضل للمشاركة في بناء الوطن والوصول الى حياة أفضل، يرتفع صوت المرأة الفلسطينية بصمت وبصوت عالِ.
تستعمل في هذا اليوم بشكل مكثف من الافراد والمؤسسات كلمة «الاحتفال» التي توحي بالبهجة أكثر من معنى التجمع لإلقاء الضوء على مشاكل المرأة، إلا أنها تذكر بالحاح بما تقوم به المرأة الفلسطينية مع الرجل والطفل والشيخ تحت الاحتلال الذي يحرمهم من حقهم في عيش كريم حر متنام، والاحتفاء بالأمن والحق بالعيش الجميل.
المرأة الفلسطينية وما تقوم به من عمل وطني وتضحيات، قد تجاوز الشعارات المتشابهة ممن يحتفل» بعيد المرأة أو يوم المرأة « فهي تعمل على جميع الصعد لتكون في المقدمة بين المخلصين ليس لقضية المرأة فقط بل لقضية أشمل وأوسع، قضية المرأة والرجل والاسرة والوطن، وقضية حقوق الانسان، التي تطالب بالمساواة والعدالة، ورفض العنصرية أينما كانت، فكيف وهي تعاني من الممارسات المهينة تحت الاحتلال الذي يزداد ضراوة وعنصرية بتشجيع ترمب رئيس الولايات المتحدة، وتحيّزه علناً لابنته وزوجته المرفهات تحت ظله، ولا يعرف عن تاريخ « هذا اليوم» الذي بدأ في أمريكا قبل مائة عام، وأصبح اليوم مناسبة للدفاع عن حقوق المرأة أينما وجدت، وكما هو الحال بالنسبة للمرأة الفلسطينية التي تحظى باحترام كل الأمم.
المرأة الفلسطينية ما فتئت تواجه الاحتلال الإسرائيلي في هذا اليوم، منذ 1948 بإصرار لتجعل كل الأيام أيام عمل تذكر بها وبحقوقها. ويأتي ذلك من واقعها والظروف الصعبة التي تعيشها من الاعتقال والقتل والحرمان من أبسط الحقوق الخاصة والعامة للانسان. فهي الزوجة و الام والجدة، والبنت والطفلة. تجدها في المدينة والقرية والمخيّم تقوم بدورها، تواجه العدو بأنواع متعددة من النضال، ولعل وقفة عند السجون الاسرائية كافية لتحية المرأة السجينة التي تعيش بين الجدران حرة؛ لأنها ضحت بحريتها من اجل حرية الوطن وتخليصه من وحشية الجلاد.
المرأة الفلسطينية، تناضل في باب العامود في القدس ببيع ما تزرعه في حاكورة بيتها الصغير بعد أن سرقت إسرائيل المساحة الكبيرة، وتدافع عن المسجد الاقصى بإقامة المعارض، إذ تجعل من الإبرة والخيط اللذين يطرز الثوب الفلسطيني بهما رمزاً حيّاً للاجيال، وبالكتابة والرسم والفن لتبقي الماضي والحاضر حيَا وبالغناء لكي تصنع من الرقص والغناء أملاً له صوت، ينافس صوت الهتافات والحجارة، وصوت صفعات الطفلة عهد التميمي للجندي الإسرائيلي للدفاع عن بيتها واهلها في قرية النبي صالح لتضيف رمزاً جديداً للنضال المستمر لرجال ونساء وأطفال فلسطين، والعالم يحتفل بهذا اليوم. فتحية للمرأة الفلسطينية المستمرة بالنضال لانهاء الاحتلال، والعودة لحقها في أرضها وبيتها في فلسطين الدولة الحرة.