مسيرة ثرية في ميادين الأدب والإعلام تركتها الكاتبة الاردنية الدكتورة عايدة النجار التي غيبها الموت مساء الأربعاء الماضي، حيث كان لها بصمات محلية ودولية وعالمية، خاصة في الأدب والإعلام وقضايا المرأة، وصدر لها العديد من الكتب في الإعلام والتاريخ الاجتماعي.

ونعى وزير الثقافة د. باسم الطويسي، الأديبة والدكتورة عايدة النجار التي رحلت عن عمر يناهز 80 عاماً بعد حياة حافلة بالعطاء.

واستذكر الطويسي جهود الراحلة في ميدان الأدب والإعلام، وإصدارها لعدد من المؤلفات ولا سيما في الجانب التاريخي، إضافة إلى جهدها البحثي المتميز في العديد من الأبحاث والدراسات التي نشرتها في المجلات المتخصصة والصحف المحلية والعربية، وقدمتها في مؤتمرات محلية وإقليمية ودولية.

كما استذكر نشاط الأديبة الراحلة في المجالات الاجتماعية والثقافية والتنموية وقضايا المرأة، وغيرها، وعضويتها في الكثير من الهيئات الثقافية ومنها: رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومنتدى الفكر العربي، ومنتدى بيت المقدس.

والدكتور عايدة علي النجار التي يعود جذورها الى قرية لفتا القريبة من القدس وانتقلت اثر النكبة مع والدها لتعيش في الاردن منذ ذلك الحين وتنقلت في العديد من العواصم والبلدان للحصول على اعلى الدرجات الدراسية فعدى عن تمكنها من ذلك وبشكل باهر انجزت الدكتور النجار العديد من المؤلفات الهامة والتي عكست بطريقة واضحة انتمائها لمدينة القدس وتعلقها بالتحديد بقريتها لفتا التي تقول عنها «هجرت القرية عن بكرة أبيها في عام النكبة 1948 وبقي عدد قليل من البيوت كشاهد عيان على ما جرى للقرى المدمرة. وكانت فترة الطفولة المبكرة للنجار في قرية لفتا تأثيرات جميلة وايجابية عليّ، كنت أشعر بحرية في مجتمع ريفيّ، غير متزمت وكنا نلعب في الحارة بنات وأولاد الجيران مع بعض. كانت الحياة الاجتماعية والعائلية جميلة. سكنت في بيت جميل مبني من الحجر الأبيض المسمسم وله درج حجريّ أبيض، تتعربش عليه مدادة وردة حمراء كنت ألعب أنا وشقيقاتي «بيت وبيوت» تحتها على عتبة الدار. يقع البيت على تلة تطل على لفتا التحتا أو الجذر، وكان بقرب بيتنا حرش شنلر المعروف بخضرته وطبيعته الجميلة ونحن نتسلق شجر السرو لنقف حب قريش، وكان بيت سيدي قريب منا كنا نفرح عندما نستلم العيدية في الاعياد ونحن بملابسنا الجديدة».

درست النجار في طفولتها المبكرة في مدرسة المأمونية في القدس، وكانت تحب المدرسة، تقول «أتذكر صديقات الطفولة للآن كما معلماتي وبخاصة معلمة اللغة العربية عايدة الخضرا».

حصلت النجار على شهادة الماجستير في الصحافة والعلوم الإنسانية من جامعة كانساس في الولايات المتحدة الأمريكية في الصحافة والعلوم الإنسانية. وكانت تكتب في جريدة (الجامعة) مواضيع عن العرب بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص.

نالت درجة الدكتوراة في وسائل الإعلام والاتصال من جامعة سيراكيوز في نيويورك، حيث كانت هذه المرحلة من الدراسة الأهم والأغزر لديها في الاستفادة من المعلومات والتحليل والبحث العلمي والتوثيق، وكان عنوان أطروحتها وهي الاولى من نوعها: أول كتاب نشر لها هو كتاب (صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن: 1900- 1948)، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005، بيروت. وكان الكتاب بالأصل أطروحة الدكتوراة التي حصلت عليها من جامعة سيراكيوز. اعتمدت فيها على تحليل المضمون من الجرائد القديمة التي وجدتها في مكتبة الكونجرس في واشنطن، وفي المتحف البريطاني في لندن. في الكتاب، أعادت الكتابة باللغة العربية وعدت مرة أخرى للمراجع الاصلية من أجل نقل ما قالته الصحافة بالعربي كلمة كلمة و بشكل أمين، ولذلك أشعر انني حزت على الدكتوراة مرتين.

حاز الكتاب على جائزة جامعة فيلادلفيا الأردنية، (لأحسن كتاب في العلوم الإنسانية، 2005، الاردن). كما حاز على جائزة أفضل كتاب عربي في مسابقة (الأيام)، البحرين المصاحبة لمهرجان الأيام الثقافي الثالث عشر 2006، كما حاز على جائزة تقدير من وزارة الثقافة الاردنية. ويدرس الكتاب في بعض الجامعات العربية.

 فاتن الكوري

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment