في الكتاب الجديد الذي صدر مؤخراً للدكتورة عايدة النجار، ذكرت جانباً من تفاصيل بداية حياتها، وأكدت انها كانت تحب مدرستها (المأمونية) الحكومية في باب الزاهرة في القدس، وأكدت أيضاً انها تعلمت فكّ الحرف الموصوف شعبياً: (راس روس، دار دور) قبل النكبة التي حصلت في عام 1948، حيث تعلمت في المرحلة الابتدائية القراءة والكتابة والحساب ودروساً أخرى، بناءً على المنهج الذي وضعه المربي الفلسطيني الوطني تحت الانتداب البريطاني: خليل السكاكيني.
وعندما شرع الكيان الصهيوني باغتصاب الارض الفلسطينية، هاجرت الدكتورة عايدة النجار الى الارض الأردنية، وبقيت في حالة محبة عميقة لزميلاتها وصديقاتها ومعلماتها، وما تزال في الحالة. وأكدت عواطفها في هذا الكتاب الذي حمل عنوان ”بنات عمان أيام زمان”، لأن الدراسة في الأردن قادت الى محبة أخرى، والى علاقات واسعة مع الزميلات والصديقات والمعلمات.
ولأن الدكتورة النجار عاشت في بداية حياتها في فلسطين، وأرغمتها النكبة على الهجرة الى الأردن، وواصلت حياتها في عمان، فانها مرّت في مرحلة الحياة الطبيعية في الوطن الفلسطيني، ثم داهمت الشعب الفلسطيني عملية الاغتصاب الصهيوني، وحصلت عمليات التشريد والتهجير، ثم بدأ الاستقرار في الأردن، غير أن هذه الظروف القاسية دفعت الدكتورة عايدة الى شرح فترة العيش في فلسطين، وفترة النكبة، وفترة العيش في الأردن، مع التركيز على الزميلات والصديقات بالاضافة الى المعلمات.
وذكرت في مقدمة كتابها، كإشارة للتفاصيل الواردة في الكتاب، أن جيل عقد الخمسينيات قد تأثر بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والمستجدات السياسية بعد النكبة الفلسطينية التي تداخلت مع تاريخ الأردن الحديث، ومع المتغيّرات في المنطقة العربية.
كما ذكرت أن جيل الخمسينيات بنى مسيرته على انجازات الاجيال السابقة، لبناء الدولة الحديثة، ولتواصل الاجيال السيرة والمسيرة لمستقبل أفضل.
وهذا الكتاب الصادر من القطع الكبير، يحتوي على مائتين واثنين وسبعين صفحة، ويعتمد عنوانه الرئيسي ”بنات عمان أيام زمان” على ملاحظة صغيرة مسجلة تحته، تنص على ”ذاكرة المدرسة والطريق”، بالاضافة الى الكثير والكثير جداً من الصور القديمة، مما يجعلنا ندفع كل القراء على عدم الاكتفاء بالنقاط المذكورة هنا، كما يجعلنا ندعوهم الى قراءة هذا الكتاب المميز، عبر أسلوب كاتبته المميزة.
فخري قعوار