غيب الموت اليوم الكاتبة الاردنية الدكتورة عايدة النجار التي لها بصمات محلية ودولية وعالمية، خاصة في الأدب والإعلام وقضايا المرأة ، وصدر لها العديد من الكتب في الإعلام والتاريخ الاجتماعي.

و الدكتورة عايدة علي النجار التي يعود جذورها الى قرية لفتا القريبة من القدس وانتقلت اثر النكبة مع والدها لتعيش في الاردن منذ ذلك الحين وتنقلت في العديد من العواصم والبلدان للحصول على اعلى الدرجات الدراسية فعدى عن تمكنها من ذلك وبشكل باهر انجزت الدكتور النجار العديد من المؤلفات الهامة والتي عكست بطريقة واضحة انتمائها لمدينة القدس وتعلقها بالتحديد بقريتها لفتا التي تقول عنها “هجرت القرية عن بكرة أبيها في عام النكبة 1948 وبقي عدد قليل من البيوت كشاهد عيان على ما جرى للقرى المدمرة” . تتميز لفتا بارتفاعها عن سطح البحر 700 متر، وبطلتها البهية التي بناها الأجداد لتظل مثالا لنمط المعمار المميز الذي بناه أهلها بأيديهم .

وكانت فترة الطفولة المبكرة للنجار في قرية لفتا “تأثيرات جميلة وايجابية عليّ . كنت أشعر بحرية في مجتمع ريفيّ ، غير متزمت وكنا نلعب في الحارة بنات وأولاد الجيران مع بعض . كانت الحياة الاجتماعية والعائلية جميلة . سكنت في بيت جميل مبني من الحجر الأبيض المسمسم وله درج حجريّ أبيض ، تتعربش عليه مدادة وردة حمراء كنت ألعب أنا وشقيقاتي “بيت وبيوت” تحتها على عتبة الدار . يقع البيت على تلة تطل على لفتا التحتا أو الجذر، وكان بقرب بيتنا حرش شنلر المعروف بخضرته وطبيعته الجميلة ونحن نتسلق شجر السرو لنقف حب قريش .. ، وكان بيت سيدي قريب منا كنا نفرح عندما نستلم العيدية في الاعياد ونحن بملابسنا الجديدة.”

و درست في طفولتها المبكرة في مدرسة المأمونية في القدس، وكانت تحب المدرسة، “وأتذكر صديقات الطفولة للآن كما معلماتي وبخاصة معلمة اللغة العربية عايدة الخضرا . كانت تضع علامة بالخط الأحمر لمواضيع الإنشاء العربي، وكنت أسعد وقد كتبت أكثر من مرة “مبدعة” .

وحصلت على شهادة الماجستير في الصحافة والعلوم الانسانية من جامعة كانساس في الولايات المتحدة الأمريكية في الصحافة والعلوم الإنسانية. “كان موضوع رسالتي في الماجستير (دراسة مقارنة بين المجلات النسائية العربية والأمريكية ، ودرست تحليل المضمون لمدة سنة من مجلتين لكل بلد) وكنت نشيطة في الحركة الطلابية، كما كنت كذلك في القاهرة وأيضا في مرحلة الثانوية. ولعل الهجرة واللجوء ومواصلة تعقيد القضية الفلسطينية ظل هاجسي ليومنا هذا”. وكانت تكتب في جريدة ( الجامعة ) مواضيع عن العرب بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص. “بالإضافة كنت القي محاضرات لجمعيات نسائية لم يعرفن شيئا عن فلسطين” .

“نلت درجة الدكتوراة في وسائل الإعلام والاتصال من جامعة سيراكيوز في نيويورك ، المعروفة بتفوقها في هذا التخصص . ولا بد من القول أن هذه المرحلة من الدراسة كانت الأهم والأغزر في الاستفادة من المعلومات والتحليل والبحث العلمي والتوثيق , وقد تعلمت على أيدي أساتذة ممتازين لهم نظريات في الاعلام والصحافة وغير عنصريين وقد تفهموا اهتمامي بالقضية الفلسطينية ، والتعريف بها ، وفي كتابة أبحاثي عنها . وكان عنوان أطروحتي وهي الاولى من نوعها : أول كتاب نشر لها هو كتاب ( صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن : 1900- 1948 ) , عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 2005 ، بيروت . وكان الكتاب بالأصل أطروحة الدكتوراة التي حصلت عليها من جامعة سيراكيوز . اعتمدت فيها على تحليل المضمون من الجرائد القديمة التي وجدتها في مكتبة الكونجرس في واشنطن ، وفي المتحف البريطاني في لندن . في الكتاب ، أعدت الكتابة باللغة العربية وعدت مرة أخرى للمراجع الاصلية من أجل نقل ما قالته الصحافة بالعربي كلمة كلمة و بشكل أمين ،ولذلك أشعر انني حزت على الدكتوراة مرتين “.

حاز الكتاب على جائزة جامعة فيلادلفيا، الأردن، ( لأحسن كتاب في العلوم الإنسانية ، 2005 ،الاردن ). كما حاز على جائزة أفضل كتاب عربي في مسابقة ( الأيام )، البحرين المصاحبة لمهرجان الأيام الثقافي الثالث عشر 2006 ، كما حاز على جائزة تقدير من وزارة الثقافة الاردنية .ويدرس الكتاب في بعض الجامعات العربية .

فاتن الكوري

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment